[S.E.M.Y.A]

يا أخ أعتقد أنك استعجلت بعض الشيء ولم تفهم ما قصدته مما قد أشرت إليه سابقا في اقتباسك ...

إن الابتهاج بذكرى مولد المصطفى بل بأي ذكرى تتعلق بمشهد من مشاهد حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل مبرور ولست أنا الذي يقول هذه الكلام ...

عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة واستقر فيها ، سمع أن اليهود صائمون في يوم هو اليوم العاشر من محرم

فسأل فيم يصومون هذا اليوم ؟ قالوا له لأنه اليوم الذي أنجى الله عز وجل فيه موسى من فرعون ، فقال : ( نحن أحق بموسى منهم )

وأمر أصحابه من كان صائما أن يتم صومه ومن لم يكن صائما أن يمسك بقية النهار

فهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم احتفاء بذكرى ، وهي حقيقة لا يستطيع أن ينكرها أحد

ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم رؤي صائما يوم الاثنين فقيل له في سبب ذلك ، فقال ( ذلك يوم ولدت فيه )

أي إن المصطفى صلى الله عليه وسلم احتفل واحتفى بذكرى مولده

ولكن ... الحقيقة الجامعة لأشتات الأفكار المختلفة هي أن نعلم أن هذا الابتهاج سلم يبتغى السير فيه إلى الهدف وطريق يقصد المرور به إلى الغاية

ونحن بحاجة ماسة إلى أن نسير إلى الغايات ، وأن لا تقطعنا السبل عن بلوغ هذه الغاية

إن هذه اللقاءات وهذه الاحتفالات ليست ( بحد ذاتها ) عملا دينيا داخلا في قائمة العبادات ، وإنما هي ( نشاط اجتماعي يبتغى منه خير ديني ) نشاط اجتماعي خادم لحقيقة دينية

أرأيتم إلى المؤتمرات التي تعقد ، منذا الذي ينكرها ؟ أرأيتم إلى الندوات ... إلى المحاضرات ...

هذه كلها لا يملك أن ينكرها أحد

كلها ترقى برقي غايتها ، وتتدانى وتهبط بهبوط غاياتها

فمنذا الذي يقف عند درجة من درجات السلم ثم يحبس نفسه عند هذه الدرجة ؟ هذا عمل غير مقبول