حقيقة كلما قرأت فى سيرة حبيبنا عليه الصلاة والسلام أجد تسلسلاً للسموّ فى حياته لا ينقطع
وبالتالى احببت ألاّ أنقطع بالكتابة عنه هنا ان شاء الله
كخلاصة ما أقرأه واتابعه وانتقيه من عدّة مصادر
فما أجمل معايشة سموّه واخلاقه ولقطات من حياته عليه افضل الصلاة والسلام ونحن مقبلين على شهر رمضان الكريم
فيزيدنا حبّا له وحرصاً على اتّباع سنّته وتتبّع خطاه
***********
فإنّ حبيبنا عليه الصلاة والسلام فى سموّه الذى يحيا به ويدعو له يأخذنا فى رحلة جميلة عبر معانى السموّ
تبدأ....باجتناب الشبهات والترفّع عنها
وتتوسّط...بالحذر من الأخطاء الصغيرة لأنّها آفة السموّ والتفوّق
وتمرّ بالنقد الذاتى كميزان عادل وقسطاس مستقيم
وللتفصيل أكثر فهيّا اركبوا معى القارب لنبحر معاً الى 1400 سنة فى الماضى
لنرى بداية رحلة الحبيب عليه الصلاة والسلام مع
تجنّب الشبهات فى البداية
ولنسمعه يقول
:"الحلال بيّن والحرام بيّن,وبينهما مشتبهات،لا يعلمهنّ كثيراً من الناس،فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه..ومن وقع فى الشبهات،وقع فى الحرام،كالراعى يرعى حول الحِمى يُوْشك أن يرتع فيه..."
ويحدّثنا وابصة بن معبد فيقول:
"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا أريد ألاّ أدَع شيئاً من البرّ والإثم الاّ سألت عنه.."
(فقال لى ادن يا وابصة،فدنوت حتى مسّت ركبتى ركبته فقال لى :
"يا وابصة:أخبرك عمّا جئت تسأل عنه؟؟قلت يارسول الله أخبرنى
قال جئت تسأل عن البرّ والإثم
قلت نعم
فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها فى صدرى ،ويقول يا وابصة.استفت قلبك.."
"البرّ ما اطمأنّت اليه النفس واطمأنّ اليه القلب
والإثم ما حاك فى القلب وتردّد فى الصدر وإن أفتاك الناس،وأفتوك..."
فإنّ كل منّا يحمل حركة فى صدره تشبه حركة الرادار تختلج وتهتزّ حين نُوشك أن نرتطم بسلوك خاطئ أو نرتكب سيّئة أو ننحرِف الى ضلالة
وعندما تأتينا صفّارة انذار هذا الرادار فعلينا أن ننتبه ونغيّر اتجاه أفعالنا ولا ننتظر حتى يقع الأصطدام ونُوَاقِع الأخطاء
وكفى به درساً وموعظةً وسلوكاً نتعلّمه من الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام فى بداية شهرنا هذا
فلنستفت قلوبنا فى اعمالنا
ولندع ما نرتاب فيه
وتتردّد النفس بين جوازه ورفضه
ولنوطّن قلوبنا وأنفسنا على الجهاد الأكبر
جهاد النفس
لنتجاوز مرحلة ترك الحرام وتجنّبه
الى مرحلة اعلى وارقى
ألا وهى تجنّب الشُبُهات
وأتمنى ألا تنتهى رحلتى هنا معكم
فما زلت انوى العودة ببقيّة الحديث عن الحذر من الأخطاء الصغيرة والنقد الذاتى
أحلى الأمانى لكم
واللهمّ بلّغنا رمضان