يوم اليتيم
الأيام والأعياد كثيرة جدا لدرجة انه لا يكاد يفوت شهر إلا وتجدعيد يقابلك فى وجهك فمن الكريسماس إلى عيد الأضحى فيوم الأم ويوم اليتيم وعيد العمال، ويوافق أول هذا الشهر يوم اليتيم العربي والذي يكون في أول جمعة من شهر ابريل، وجاء الاحتفال بهذا اليوم هذا العام في نطاق أوسع ليشمل دول عربية أخرى غير مصر، مثل الأردن والكويت.
..ينقلب ضده
وفي حين يفرح الأطفال والشباب وبعض الفنانين الذين يزورون الملاجئ وجمعيات الأيتام في هذا اليوم بعمل المسابقات وتقديم الهدايا من لعب وملابس وحلوى، يختلف ذلك الشعور لدى الأيتام أنفسهم، وكانت المفاجأة على عكس ما نتصور، أنهم لا يحبون هذا اليوم كما نشرت جريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر بالأمس!!
أن بعض الأطفال الأيتام يكرهون هذا اليوم بالفعل، لأن إظهار الشعور الزائد بالعطف والشفقة والأسى من قِبل بعض الزائرين يشعرهم بضعفهم ويولد لديهم رد فعل عكسي يتمثل في العدوانية، فنجد طفلاً يأخذ هدية من أحد الزائرين ليلقيها على الأرض بعنف.!!
ونقترح أن يتم تغيير اسم هذا اليوم، ليصبح يوم "التكافل"، أو يوم "الخير"، أو يوم "الطفل"، بحيث يكون المعنى عاماً ولا يشعر اليتيم بأنه هو المقصود تحديداً في هذا اليوم، ولا يتولد عنده شعور بأن حالته تمثل شيئاً شاذاً.
"إن تسمية هذا اليوم بيوم اليتيم قاسية جداً على الطفل، ومشاهدة الأيتام لإعلانات التلفزيون تجعلنا في مأزق عندما يسألوننا عن معنى كلمة يتيم.
وبمجرد أن يعلم أن هذا اليوم مخصص له بالتحديد ويستوعب الفرق بينه وبين الأطفال الآخرين، يتأثر نفسياً بشكل سلبي".
"لماذا يتم تذكر الطفل مرة واحدة في العام؟، وكيف يمكن ليوم واحد أن يسعده؟، كما أن تكثيف الزيارات والهدايا في يوم واحد سيشعر الطفل بوجود شيء غير طبيعي".
وهذه الآراء جميعها تطرح العديد من التساؤلات الأخرى مثل، هل يمكن بالفعل تغيير اسم هذا اليوم حفاظاً على شعور هؤلاء الأطفال؟، أو إذاعة إعلانات غير مثيرة للشفقة؟، أو تنشيط زيارات دور الأيتام وإحضار الهدايا لدى جميع المدارس والجامعات العربية بشكل دوري لا يقتصر على يوم واحد فقط؟!
.
|