الجديدة- فيينا:تأخر سن الزواج وارتفاع معدلات العنوسة إضافة الهجرات إلى خارج الوطن العربي ، ووجود عدد كبير من المطلقات أدى إلى اللجوء إلى المواقع الالكترونية ومواقع التعارف وبعض من القنوات الفضائية التي هي ألان طريقة عصرية لزواج والتعارف.يرى البعض ان فكرة مواقع الزواج على الإنترنت جاءت لتلبية حاجة ملحة، وحل أزمة داخل مجتمعنا العربي، بل في العالم كله أيضاً؛ لذا تلقى إقبالاً كبيراً، وبسبب الإقبال الجماهيري أصبحت المواقع على شبكة الإنترنت تتبارى في توفير خدمات البحث عن الزواج، ولكن سواء نجحت الفكرة أو فشلت، فقد عارضها البعض وأيدها البعض الآخر، أو اعتبروها فكرة دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية على أساس أن في الزواج بهذه الطريقة نوعاً من تزييف الحقائق، وخصوصاً أن زوار مواقع الزواج لا يكشفون عن هويتهم الحقيقة أحيانا. وقليلون هم من يقولون الحقيقة للطرف الآخر ويتضح في النهاية أن الشاب الوسيم الطويل هو شاب قصير، وقد يكون خلف ذلك الاسم الأنثوي الجميل رجل، ففي عالم الإنترنت نحن أشبه ما نكون في حفلة تنكرية. والملاحظ أن ارتفاع نسبة العنوسة سبب رئيس لرواج تلك المواقع، لكن من الواضح أن تجربة الزواج عبر الانترنت لا تخلو أحيانا من خداع وتلاعب.إن من أسباب رواج فكرة اللجوء لهذه المواقع ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت، حيث تنتعش مقاهي الإنترنت بالشبان، ناهيك عن دخول خدمة الإنترنت إلى معظم البيوت حتى بات الزواج والطلاق عبر الإنترنت ظاهرة جديدة ومتفشية.
حيث تشير الأرقام بحسب دراسة في هذا المجال إلى أن عدد المواقع التي تقدم هذه الخدمة باللغة العربية يصل إلى مئتي موقع، يزورها نحو ثمانية ملايين من الشباب يبحثون عن شريك العمر، كما تؤكد الإحصائيات على مستوى العالم أن حجم سوق خدمات الزواج على الإنترنت بلغ أرقاما غير معقولة.وعن الطريقة التي يتبعها الراغبون في الزواج عن طريق الإنترنت، قال الدكتور: باحجرز المواقع الإلكترونية لا تشترط الحصول على بيانات الراغبين في هذه الخدمة، والبعض الآخر يشترطها لضمان الجدية وغالبا يدفع الطرف الذي يرغب في الزواج الرسوم سواء كان الشاب أو الفتاة.
يرى البعض ان لا بد أن يضع المجتمع يده على المشكلة الرئيسة لتأخر الزواج و ما يسببه من مشاكل اجتماعية ونفسية على المرأة، مثل: ارتفاع المهور، وتكاليف الزواج، وغيرها من المظاهر فهي بالفعل التي تؤخر الزواج، وتجعل الفتاة تتطرق لطرق خارجة عن عرفنا وتقاليدنا، وخارجة عن المنطق أيضا، لماذا تعلن الفتاة عن نفسها عبر

قنوات يطلع عليها الناس في مشارق الأرض ومغاربها، لكن هي الأحلام والأمنيات التي تدفع الفتاة لمثل هذه الأمور.ان الإقبال على الإنترنت كوسيلة للتعارف هي نتيجة ظروف الفتيات الشخصية، والنظرة الاجتماعية للعانس والمطلقة، كذلك غلاء المهور، والاهتمام بالمظاهر أدى في كثير من المجتمعات إلى تكدس البنات داخل المنازل، وارتفاع سن الزواج؛ وهو ما يدفعهن لاتجاه غير آمن. فإما مواقع الإنترنت التي لا تسلم الفتاة من الغش فيها .
أن مجتمعنا الشرقي لا يحبذ فكرة ان تجرؤ البنات لعرض أنفسهن بهذا الشكل البعيد عن الحياء، والفارق واضح بين هذه الطرق و بين ما فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها وهي السيدة الأرملة البالغة والتي وصلت إلى قرابة الأربعين عاما، عندما أرسلت رسولا يعرض على رسول الله عليه الصلاة والسلام الزواج منها بكل خصوصية.
وأضاف لا يمكن فرض هذا الرأي على الناس، فبعض الشباب نشأ في بيئة معينة و لا يجد حرجا من تقديم الفتيات لطلبات الزواج عبر تلك المواقع الإلكترونية أو القنوات الفضائية.
وهنا تتباين آراء الفقهاء في تحديد الأحكام الشرعية المرتبطة بالزواج أو الطلاق عبر شبكة الإنترنت.

فبعضهم يرى ان لا مانع شرعي من عرض المرأة نفسها للزواج، وهناك عدة أدلة منها عرض بعض النساء أنفسهن على رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم ينكر عليهن، بل العكس فقد تزوج بعضهن ولم ينقص ذلك من قدرهن عنده. ولكن المشكلة ليست في فكرة عرض المرأة نفسها للزواج، و إنما في الخدع التي من الممكن أن تقع فيها جراء إعلانات الزواج عبر مواقع النت، أو خلال القنوات الفضائية أو غيرها من القنوات المفتوحة على العامة، والتي التي يطلع عليها المراهقون وأصحاب الهوى؛ فيستغلون حاجة المرأة ويعبثون بمعلوماتها لأغراض غير سوية، مما يؤدي لامتهان المرأة على الرغم من أن طلبها مشروع؛ لذا فإني أرى أن مفاسد الخطبة عن طريق الإنترنت مفسدة أكثر منه مصلحة.
العض الاخر فقد رفض الفكرة تماما، وبين أن الخطبة عن طريق المواقع الإلكترونية أو المحطات الفضائية فيه ما يخل بأساسيات الشرع والدين، وهو يعد مفسدة من المفاسد العظيمة؛ لأن عقد الزواج من أعظم العقود وأرفعها شأناً وأعلاها منزلةً، وقد وصفه الله عز وجل بالميثاق الغليظ، فهو ميثاق غليظ، ورباط وثيق في ذاته، وبما ينتج عنه من آثار، ولذا أولى الشارع هذا العقد عناية كبيرة، بحيث لا يكون في مواقع تكثر فيها الشبهات والخداع. يبقى هنا السؤال ماهو الحل اذن؟ ويبقى الموضوع قد الجدل مابين رفض وقبول .