افلاس أمريكا والعرب
افلاس أمريكا والعرب
يبدو أن العرب خاصة عرب الخليج الذين يتولون الحكم ويضعون أرصدة البترول فى بنوك ومشروعات وبورصات الولايات لم يتعلموا شيئا مما حدث لهم فى الماضى حيث ما زالوا يضعون أموالهم فى الولايات المتحدة وأوربا والسبب قطعا هو أنهم يعرفون أنه مهما طال الزمن بهم أو قصر فإن أنظمتهم إلى زوال ومن ثم فهم يعملون لمستقبلهم ومستقبل أسرهم القادمة بوضع المال فى الخارج فيما لو زالت أنظمتهم .
إن النظام المالى العالمى وعلى رأسه الأمريكى هو نظام ورقى وهذا النظام يأتى بكارثة كل مدة ثلاثين عاما أو ما يقاربها تتسبب فى كوارث مالية للكثيرين من الناس .
عرب الخليج فى الثمانينات من القرن العشرين فقدوا مئات المليارات فى احدى عمليات البورصة حيث تم شراء كميات رهيبة من الفضة وبالطبع تم نصح عرب الخليج بشراء أكبر كمية ونتيجة شراءهم ارتفع السعر بشكل كبير جدا وفجأة انخفض السعر بشكل رهيب فما اشتروا بمئتى مليار أصبح لا يساوى أكثر من عشرة أو عشرين مليار دولار وهكذا فى لعبة واحدة ضيع عرب الخليج عوائد النفط فى عشرة أو عشرين سنة فى لعبة واحدة ويبدو أنهم مقدمون على لعبة أخرى هذه الأيام حيث يريد الكونجرس الأمريكى إعلان أفلاس أمريكا من خلال رفضه لميزانية أوباما ونتيجة إعلان هذا الإفلاس فإن مال العرب خاصة عرب الخليج فى أمريكا ويقدر بتريليون دولار حسب بعض الاحصاءات وإن كنت أشك فى هذا حيث لا يقل عن خمسة تريليون دولار أن دولة واحدة مثل السعودية دخلها السنوى من تصدير 4 مليون برميل يوميا يقدر بأربعة مليار يوميا واضربهم فى365 يوما أى حوالى1450 مليار أى تريليون ونصف تقريبا سنويا
ومن ثم لو تم إعلان أفلاس أمريكا فإن أموال البترول التى اشترى بها الغرب فإن أموالهم تكون قد عادت إليهم بلعبة وكأنهم يشترون البترول مجانا .
بالقطع يمكننا اعتبار هؤلاء الحكام خونة فبدلا من أن يستثمروا فى بلادهم وبلاد المسلمين فينفعوا انفسهم وإخوانهم يعطونهم للأجانب عن طيب خاطر ويخسرونها
كثير من الخبراء الاقتصاديين يتوقعون انهيار النظام الاقتصادى للدول المرتبطة بالدولار خاصة دول الخليج وهو توقع فى غير محله فالبترول يدخل يوميا لتلك الدول المليارات ومن ثم فاقتصادها سائر ولكن مدخراتها هى التى ستضيع .
قلت كثيرا أن حكام بلادنا وناس بلادنا يسيرون وراء الدول الأخرى غربية أو شرقية يفعلون مثلما يفعلون دونما تفكير ومن ذاك اعتمادهم على الاقتصاد الورقى فالتعامل بما يسمى الأوراق المالية عملات وسندات وصكوك وغيرها هو جنون فنحن نقيم عالم من ورق وليس عالم من الحقيقية ولذا لابد من العودة للتعامل السليم وهو التعامل بالذهب والفضة وتبادل السلع وليس تبادل الورق .
ليتصور معى القارىء لو أن أمريكا قامت بإلغاء عملتها الورقية الدولار وطبعا هى فاجرة وقادرة وقررت التعامل بعملة أخرى ورفضت استبدال عملتها القديمة بالعملة الجديدة ماذا سيحدث ؟
ستفلس اكثر من 80% من دول العالم وسيفتقر الناس فى 80% من العالم .
الاقتصاد العالمى هو اقتصاد ورقى وهو يصب فى النهاية فى صالح دول الغرب فهم يشترون البترول وعربنا يضعون أموال البترول فى الغرب وفى بعض ألعابهم يضيعون مداخرات البترول فانتبهوا أيها.........؟
|