اخى هذه خرافة
فتـاوى
العنوان وصية أحمد حامل مفاتيح المسجد النبوي!
المجيب د.سليمان بن محمد الدبيخي
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين - حائل
التصنيف
التاريخ 17/03/1428هـ
الجواب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الوصية في الواقع تخرج للناس بين الفينة و الأخرى، بألفاظ وعبارات مختلفة، ولا يعرف لها مصدر معيَّن , فهي مجهولة من مجهول، وأغلب الظن أن وراءها قوم من المتصوفة، الذين يعظمون الرؤيا ويعملون بها ويعوِّلون عليها، ويعتبرونها مصدراً من مصادر التلقي دون النظر إلى مخالفتها للشرع أو موافقتها له، بل ربما قدموها على الكتاب والسنة عند التعارض.
أما أهل السنة فإن الرؤيا عندهم إذا كانت من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه يجب عرضها على الشرع , فإن وافقته وإلالم يعمل بها, وأنها لا يثبت بها شيء من الأحكام الشرعية , وأن العصمة منتفية عنها , وغاية ما فيها أنها : تبشير وتحذير، وتصلح الاستئناس بها إذا وافقت حجة شرعية صحيحة.
وعليه فما رتب على توزيع هذه الوصية المزعومة أو عدمه من ثواب أو عقاب لا يجوز خوفه أو رجاؤه أو اعتماده، كما أن ماذكر من قصص الموزعين لها أو المهملين لها، لا سبيل إلى التثبت منه، علماً أن هذه الوصية ليست وليدة اليوم، بل هي تخرج على الناس في كل سنة منذ زمن بعيد، ولم تحظَ بحمد الله بقبول أو اهتمام عند أصحاب العقيدة الصافية والتوحيد الخالص، بل حذروا منها ومن تداولها أو نشرها، ولم يتعرضوا بحمد الله لشيء مما ذكر، ثم إن هذا الثواب أو العقاب المرتب على نشرها أو عدمه لم يرتب على أفضل كتاب وأعظم كلام وهو القرآن الكريم كلام رب العالمين، فكيف يرتب على مثل هذه الوصية المكذوبة، المتضمنة للمخالفات الشرعية, ولهذا حق للعلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز أن يقول في معرض تحذيره منها -كما في مجموع فتاويه (1/197)- : "وفي هذه الوصية – سوى ماذكر – أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها، ولو أقسم مفتريها ألف قسم , أو أكثر على صحتها , ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال, على أنه صادق لم يكن صادقاً, ولم تكن صحيحة, بل هي والله ثم والله من أعظم وأقبح الباطل، ونحن نشهد الله سبحانه وتعالى, ومن حضرنا من الملائكة , ومن اطلع على هذه الكتابة من المسلمين شهادة نلقى بها ربنا عز وجل: أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخزى الله من كتبها وعامله بما يستحق"ا.هـ
ثم إن هذه الوصية المزعومة تَرِدُ عليها عدة استفهامات تدل دلالة واضحة على كذبها وبطلانها، منها:
1- أن الشيخ أحمد المذكور فيها، والموصوف بحامل مفاتيح حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف، ولهذا قلت -كما تقدم-: إن هذه الوصية مجهولة من مجهول، فكيف يُحتفى بها أو يلتفت إليها.
2- أن ما ذكره في هذه الوصية من المنكرات المتفشية سبيل إزالتها والبعد عنها إنما هو بالتمسك بالكتاب والسنة، والرجوع إليهما، ففيهما أعظم زاجر وخير واعظ، فقد اشتملا على الوعد والوعيد والرجاء والتخويف مما يُستغنى به عن مثل هذه الرؤيا المزعومة وأمثالها.
3- ما ذكره في هذه الوصية من علامات الساعة وأشراطها هو من علم الغيب الذي لا يجوز ادِّعاؤه "قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" [النمل:65]. والنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطع عنه الوحي بعد وفاته، وفي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من بيان ذلك ما فيه غنية وكفاية.
4- أن هذه الوصية تختلف ألفاظها وعباراتها من سنة إلى أخرى، فتارة هي رؤيا منام، وتارة أخرى عندما تهيأ للنوم فتكون حينئذٍ يقظة، ومرة: خادم الحرم النبوي، ومرة أخرى: خادم الحجرة النبوية، ومرة ثالثة كما هنا:حامل مفاتيح الحرم، بالإضافة إلى الاختلافات الكبيرة والكثيرة في الجزاءات المترتبة على قراءتها وتوزيعها، مما يدل دلالة واضحة على كذبها واختلاقها، والله المستعان، وهو سبحانه أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=119017