الموضوع: القضاء والقدر
عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 26-09-2010, 03:16 AM
Mecko Mecko غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2009
مشاركة: 16
مستوى تقييم العضوية: 0
Mecko is on a distinguished road
الافتراضي القضاء والقدر

كل أحداث الأرض والأكوان وكل أحداث التاريخ والزمان كلها مسجلة عند الله في كتاب‏,‏ يعلم الله الأشياء قبل ان تقع ويحيط علمه بها قبل ان تولد‏,‏ ولايخرج شيء في الكون عن علمه سبحانه‏,‏ سواء كان هذا الشيء عظيما أو بسيطا‏.‏

هذا الكتاب هو القضاء والقدر‏,‏ والقضاء والقدر لاينفيان حرية الإنسان ولاينفيان في الوقت نفسه طلاقة المشيئة الإلهية وحريتها‏.‏
وعلي أيام رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم يتوقف أحد من الصحابة ليسأل ـ هل الإنسان مخير أو مسير؟ وإذا كان الله يعلم ماسأفعل فأين حريتي في الفعل ذاته؟
لم يتوقف احد ليسأل هذه الأسئلة‏,‏ كان واضحا في اذهانهم أن علم الله السابق هو نور يكشف ماسيحدث‏,‏ وليس قوة تقهر علي الحدوث‏.‏
كانوا يدركون المعيار العام للمسألة كلها‏..‏ الإنسان مخير فيما يحاسبه الله عليه‏,‏ وهو مسير فيما لايحاسبه عليه‏..‏
قال الرسول صلي الله عليه وسلم‏:‏ إذا ذكر القضاء فأمسكوا‏,‏ والقدر سر الله فلا تفتشوا عنه وهو بحر لاتغرقوا فيه‏.‏
يقصد الرسول معني خطيرا بقوله ان للقضاء والقدر بناء تحتيا يتصل بفعل الإنسان وكسبه وحركته‏,‏ وان للقضاء والقدر بناء فوقيا يتصل بإرادة الله ومشيئته وعلمه‏.‏
روي عن الحسن البصري انه قال‏:‏
إن الله بعث محمدا إلي العرب وهم قدرية مجبرة‏,‏ يجعلون ذنوبهم علي الله‏,‏ ويقولون ان الله سبحانه قد شاء مانحن فيه وحملنا عليه‏,‏ وأمرنا به‏,‏ فقال عز وجل‏:‏ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها‏,‏ قل إن الله لايأمر بالفحشاء أتقولون علي الله مالا تعلمون‏.‏
هذا النص يقطع بانتصار الإسلام لحرية الإنسان واختياره ووقوفه ضد الجبرية‏,‏ يروي عن الرسول ان رجلا سأله‏:‏ متي يرحم الله عباده‏..‏ قال صلي الله عليه وسلم‏:‏ ما لم يعملوا المعاصي ثم يقولوا إنها من الله‏,‏ وسأله بعض الصحابة يوما‏:‏ فلأي شيء نعمل وقد فرغ الأمر؟ قال‏:‏ اعملوا فكل ميسر لما خلق له‏.‏
المصدر صحافة الأهرام