عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 23-12-2007, 11:44 PM
قصيمي قصيمي غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مشاركة: 43
مستوى تقييم العضوية: 0
قصيمي is on a distinguished road
الافتراضي حكم التوسل بالجاه وبالبركة وبالحرمة



أعوذ بالله من االشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
)



التوسل لغة: التقرب والتوصل إلى المطلوب المرغوب .
أما الوسيلة: فهى القربى والواسطة التي يتقرب ويتوصل بها إلى تحصيل المطلوب المرغوب .
والتوسل نوعان : توسل شرعى ، وتوسل بدعى .

والتوسل الشرعى أنواع أربعة :

النوع الأول: التوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى .
فعلى الداعى إذا دعا أن يدعوا باسم من أسماء الله تعالى أوصفة من صفاته كأن يقول : اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم أن تعافيني ، أو يقول : اللهم إنى أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي وترحمني ، ويُشرَّع أن يقول الداعي : يا كريم أكرمنى ، يا غفور اغفر لي ، يا رحيم ارحمني ، فقد قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} سورة الأعراف .
قال مقاتل فى سبب نزولها : أن رجلاً دعا الله في صلاته ، ودعا الرحمنَ ، فقال أبو جهل : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً ، فما بال هذا يدعو اثنين ؟ فأنزل الله هذه الآية . راجع زاد المسير لابن الجوزىوكما عند السيوطىبسند حسن من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلمإذا نزل به هم أو غم قال : { يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث } .

النوع الثانى: التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالإيمان والعمل الصالح : فيمكن أن يتقرب المتوسل إلى الله بتوحيده سبحانه وبحمده ، وإيمانه به ، ومحبته ، وتعظيم أمره ونهيه ، وكذا إيمانه برسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعته ، ومحبته ، واتباعه وتوقيره ، ومحبة أولياء الله ، ومعاداة أعدائه ، والتوسل بذلك على وجهين :
الوجه الأول: أن يتوسل بذلك إلى حصول رضاء الله وجنته .
والدليل قول الله تعالى : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)} سورة آل عمران ، وقوله تعالى : {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} سورة آل عمران .
الوجه الثانى: أن يتوسل بذلك إلى إجابة الدعاء . فكان دعاء يونس عليه السلام : { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} سورة الأنبياء فقال الله تعالى : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} .
وأدعية الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فى الغار حيث قالوا : { إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم } والحديث بتمامه عند البخارى ومسلم . والحاصل أنهم لما توسلوا إلى اللّه بصالح أعمالهم ، فرَّج اللّه عنهم فخرجوا يمشون .
النوع الثالث: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح شرط أن يكون حىٌّ حاضر:
فلا بأس أن يُطلب من الرجل الصالح الحي الحاضر أن يدعو الله له ، ومن ذلك توسل الصحابة إلى الله بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، ،فكما عند البخارى من حديث أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذ قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ". قال فيُسقون .
ومن ذلك توسل الناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فكما عند أبى داود بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع " .

النوع الرابع: التوسل إلى اللّه تعالى بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إليه وحده لاشريك له ، كما قال أيوب عليه السلام حينما أصابه المرض: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) } سورة الأنبياء .
فكانت الإجابة من ربه سبحانه وبحمده : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } سورة الأنبياء
والتوسل البدعى
وكونه بدعى : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ، ولم يدع الناس إليه ، ولم يعده من القربات ، وإنما جعله المتأخرون من الصوفية والمعتزلة ومن تابعهم من أعظم القربات . كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع ، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا عمل الصحابة والتابعون به . دل على عدم مشروعيته وابتداعه .
هو ما يقوم به بعض الجهال من توسُّلات لم تثبت بدليل صحيح ، وإنما تكون عن جهل فى العلم ، وقلةٌ فى المعرفة ، واتباع لهوى النفس ، مثل التوسل بأى شخص أيا كان قدره ودرجته ، وهذا التوسل غير مشروع ، ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لما التحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى عدلوا عن التوسل به ، فكان مامر معنا من توسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – بالعباس - رضي الله عنه - وهذا دليل على أن التوسل أولا كان بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم بدعاء عمه العباس ، ولو كانوا يسألون الله سبحانه وتعالى بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لما عدلوا عن ذلك ، لأن جاهه صلى الله عليه وسلم أعظم من جاه العباس ، وجاهه صلى الله عليه وسلم لم ينقطع بوفاته .فتوسُّلُ المُتوسِّل بقوله : " أسألك يا الله بحق فلان " فهو محذور من وجهين :
الوجه الأول: أنه قسَمٌ بغير الله وهذا لا يجوز . فالتوسل إلى الله عز وجل بجاه الأنبياء والصالحين ومكانتهم ومنزلتهم عند الله ، مُحرَّم ، بل هو من البدع المحدثة ، لأنه توسل لم يُشرِّعه الله عز وجل ولم يأذن به . قال تعالى : {قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)} سورة يونس . ولأن جاه الصالحين ومكانتهم عند الله إنما تنفعهم هم ، كما قال الله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) } سورة النجم ، ولذا لم يكن هذا التوسل معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقد نص على المنع منه وتحريمه غير واحد من أهل العلم ،

فقال أبو حنيفة رحمه الله: يُكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أوليائك ورسلك أو بحق البيت الحرام والمشعر الحرام } .
الوجه الثانى: أنه يدل على أنه يعتقد أن لأحد من المخلوقين على الله حقا ، والأصل فى عقيدتنا أنه ليس لأحد على الله حق ، إلا ما أحقه سبحانه على نفسه نِعمةً منه وفضلا ، وإذا كان لأحد على الله حق أحقه على نفسه بوعده الصادق فهو خاص لصاحب الحق وليس لغيره ، وليس من الدين إذا دعى الداعي بقوله : " يا رب لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعائي " فلا يجوز لأحد ذلك ، وإنما هو من الاعتداء على الله في الدعاء ، وقد قال تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) } سورة الأعراف .

فالخلاصة
لا يجوز في السؤال أن يقال : بحق محمد (صلى الله عليه وسلم ) ولا بحق الأنبياء (عليهم السلام ) ولا بجاه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم ) ولا غيرهم ؛ لأن ذلك بدعة لم يرد في الأدلة الشرعية ما يرشد إليه والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة } رواه مسلم والبيهقي وعنده وعند النسائي بإسناد صحيح { كل ضلالة في النار}ولأن ذلك من وسائل الشرك والغلو في المتوسل به ، وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه وصفاته لقول الله سبحانه : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وهكذا التوسل بالأعمال الصالحة ؛ كالإيمان بالله ورسوله وتوحيد الله سبحانه ، ومحبة الله ورسوله وبر الوالدين ، والعفة عما حرم الله ، وأداء الأمانة ونحو ذلك من الأعمال الصالحات لقول الله عز وجل {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} إلى قوله : {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). وقوله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم). وللحديث الصحيح في قصة أصحاب النار (وهم ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار فانحدرت عليهم صخرة وسدت عليهم الغار فلم يستطيعوا دفعها فقالوا فيما بينهم لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم فسأل أحدهم ربه أن يفرج عنهم هذه الصخرة ببره لوالديه وتوسل الآخر إلى ربه بعفته عن الزنا بعد قدرته عليه وتوسل الثالث بأدائه الأمانة إلى صاحبها بعدما رباها ونماها ففرج الله عنهم الصخرة وخرجوا) أخرجه الشيخان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمين



منقول للفائدة






آخر تعديل بواسطة قصيمي ، 23-12-2007 الساعة 11:47 PM.