عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 13-12-2009, 01:03 AM
رميصاء رميصاء غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مشاركة: 130
مستوى تقييم العضوية: 15
رميصاء is on a distinguished road
الافتراضي حكم سب وقذف و بغض بعض الصحابة رضوان الله عليهم

الإصابة في حكم سب الصحابة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله أجمعين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد: فإن خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ، فتح الله بهم البلاد ، وبلغ بهم دينه للعباد ، فأتى من بعدهم خلق يسبونهم ويلعنونهم ، ويزعمون أن ذلك من أعظم القربات إلى ربهم ، واتخذوهم غرضا بعد موت نبيهم ، فبين أهل العلم بطلان مذهبهم وفساد حجتهم.
عدالة الصحابة فى القرآن:
- قال الله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) [الفتح/18]
قال عبد الله بن أوفى رضى الله عنه " كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاث مائة" متفق عليه
وقال ابن حزم - يرحمه الله- : فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم ، وأنزل السكينة عليهم ، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم. (الفصل فى الملك والنحل 4/116)
- قال الله عز وجل : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) [الفتح/29]
- وقال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة/100] ، وغيرها من الآيات الدالة على عدالتهم ، وتزكية الله واصطفاءه لهم.
عدالة الصحابة فى السنة :
- عن عبد الله - هو ابن مسعود - رضى الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ". (متفق عليه وهذا لفظ البخارى)
قال النووى: " اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه - صلى الله عليه وسلم - والمراد اصحابه " (شرح النورى على مسلم 16/84)
- وعن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -:" لا تسبوا أصحابى ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " (البخارى)
- وفى الحديث الذى رواه الطبرانى عن ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " من سب أصحابى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (حسنه الألبانى : صحيح الجامع 6285)
فهذه الآيات الكريمة ، والأحاديث النبوية الشريفة ، تبين لنا فضلهم ، وتحذرنا من سبهم والوقيعة فيهم وفى أعراضهم ، وهذا أيضا لهدة أسباب منها:
- إخبار الله عز وجل أنه راض عنهم فى غير ما آية من كتابه.
- تزكية النبى - صلى الله عليه وسلم - لهم فى عشرات الأحاديث ، ونهيه عن سبهم ، وانتقاص قدرهم.
- خصوصية الذنب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأجسادهم وأرواحهم.
- مزية صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورؤيته ولقيه.
- سبقهم للإسلام والتصديق بما أرسل الله من خاتم أنبيائه - صلى الله عليه وسلم - وآخر كتبه.
- ضبطهم للشريعة التى ارتضاها الله لنا ولهم وأنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم.
- تبليغ شرع الله عز وجل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فقد فتح الله على أيديهم البلاد ، وأقام الحجة بهم على العباد.
- السبق بالنفقة فى أول الإسلام نصرة للدين ، وانقيادا لأمر الله رب العالمين.
- هجرتهم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، واستسلامهم له واتباع أمره واجتناب نهيه.
- أن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف نحن فيه هم أسبابه التى هيأها الله عز وجل ليكون ما أراد ، من تبليغ الدين لنا ، وغيرها من حكم الله عز وجل.
من أقوال السلف فى وجوب حب الصحابة ، والنهى عن سبهم رضى الله عنهم: (اللالكائى 4/2131-4431)
قال أحدهم :
ورض عنهم كما رضى أبو الحسن *** أوقف عن السب إن ما كنت ذا حذر
والسب هو الكلام الذى يقصد منه القدح والتعبير ، ومنه اللعن والتكفير والانتقاص ، وقد حذر السلف منه ، وأمروا بمحبتهم ومن ذلك :
أمرهم بحب الصحابة رضى الله عنهم:
- روي عن أبى جعفر - يعنى محمد بن على بن الحسن - قال : " من جهل فضل أبى بكر وعمر فقد جهل السنة".
- وعن عبد العزيز - بن جعفر اللؤلؤى - قال: " قلت للحسن: حب أبى بكر وعمر سنة ؟ قال : لا فريضة".
- وعن مسروق قال : " حب أبى بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة". - وعن أبى زرعة الرازى يقول : " سمعت قبيصة بن عتبة يقول : " حب أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - كلهم سنة".
- وعن إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال : " كان السلف يعلمون أولادهم حب أبى بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن".
نهيهم عن سب الصحابة - رضى الله عنهم -:
- بلغ علياً أن ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر ، فدعا به وبالسيف ، وهم بقتله ، فكَلم فيه ، فقال : " لا يساكننى فى بلد ، فنفاه إلى الشام".
- وعن عبد الله بن الحسن – يعنى بن الحسين بن على بن أبى طالب – قال : " ما أرى رجلاً يسب أبا بكر - رضوان الله عليه - تيسر له توبة".
- وعن عمرو بن قيس قال: سمعت جعفر بن محمد يقول : " برئ الله ممن تبرأ من أبى بكر وعمر رضى الله عنهما".
- وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيمن سب أبا بكر وعمر :" يضرب ، وما أراه على الاسلام".
- وسئل اسماعيل بن اسحق عمن سب عائشة فأفتى بقتله. هذا وقد قال النووى : " واعلم أن سب الصحابة رضى الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم أو غيره ، لأنهم مجتهدون فى تلك الحروب متأولون ، ... قال القاضى : وسب أحدهم من المعاصى ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزز ولا يقتل ، وقال بعض المالكية : يقتل. (شرح النووى على مسلم)
النتائج المترتبة على سب الصحابة- رضى الله عنهم -:
1- الطعن فى حكمة الله عز وجل ، واتهامه سبحانه أنه اختار لسيد خلقه وإمام أنبيائه - عليهم الصلاة والسلام – هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة كما يزعمون !!
2- تكذيب القرآن الكريم الذى نزل بالثناء عليهم والترضى عنهم فى عشرات الآيات.
3- اتهام النبى - صلى الله عليه وسلم - بعدم النجاح فى تربية أصحابه ، وغرس العقيدة فيهم.
4- القدح فى ذات النبى - صلى الله عليه وسلم - فهو القائل:"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" (أبو داوود وحسنه الألبانى)
5- نزع الثقة فى كل ما نقله الصحابة- رضى الله عنهم- من " قرآن وسنة" إذ أن الخبر لا يقبل إلا من العدل الضابط.
6- ومن أخطر النتائج إبطال الدين كله بتحطيم الرؤوس وضرب الرموز التى أخبرتنا به ونقلته إلينا.
فإذا كانت هذه بعض النتائج المترتبة على سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فهل يقول عاقل أن سبهم قربة إلى الله تعالى ؟! لاورب الكعبة ، لا يقول ذلك إلا منافق ضال مضل.
وقد قال جابر بن عبد الله - رضى الله عنه -: قيل لأم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها - " إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى أبا بكر وعمر .. ! ، فقالت : وما تعجبون من هذا .. ! أولئك قوم انقطع عنهم العمل ، فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر. (شرح الطحاوية 467 لابن ابى العز الحنيفى)
فتوى الشيخ العلامة ابن باز – يرحمه الله – فيمن يسب الصحابة - رضى الله عنهم -:
سئل : ما حكم الشرع فى نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟
فقال: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد: سب الصحابة من المنكرات العظيمة ، بل ردة عن الاسلام ، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الاسلام ، لأنهم هم نقلة الشريعة ، هم نقلوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – وسنته ، وهم نقلة الوحى ، نقلوا القرآن ، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية ، نسأل الله العافية والسلامة. الأسئلة اليامية السؤال السادس
اعتقاد أهل السنة فى الصحابة الكرام - رضى الله عنهم -:
إن أهل السنة يسيرون إلى الله تعالى على منهج السلف لقول الله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [النساء/115] فهم أعلم ومنهجهم أسلم وأحكم. ويعتقدون فيهم أمورا هى :
1- أنهم خير خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام -.
2- يعرفون لهم سابقتهم إلى الإسلام ومحاسنهم.
3- يترحمون عليهم ويستغفرون لهم.
4- يحبونهم جميعا ، و ينزلونهم منازلهم التى يستحقونها بالعدل والإنصاف ، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون فيكونوا غلاة ، ولا يقصرون بهم عما لا يليق فيكونوا جفاة ، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء.
5- أن ما صح مما جرى بينهم من الخلاف هم فيه مجتهدون ، إما مصيبون فلهم أجران ، وإما مخطئون فلهم أجر وخطؤهم مغفور.
6- أنهم غير معصومين.
7- يشهدون لمن شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم بالجنة ، أنه من أهلها ويقطعون بذلك.
قال الطحاوى – يرحمه الله - فى عقيدته : ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و على آله وسلم - ، ولا نفرط فى حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان . هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






التوقيع
رميصاء منشطة المنتديات المتميزة إن شاء الله