عرض مشاركة مفردة
 
  #2  
قديم 26-02-2012, 05:42 AM
عصام العديسى عصام العديسى غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
مشاركة: 118
مستوى تقييم العضوية: 16
عصام العديسى is on a distinguished road
الافتراضي

البشرى الرابعة والخمسون حديث الأنس والبشريات عند العودة إلى خالق النسمات
والبشارات لا تنتهى وكلما تناولنا منه بشارة واحدة قادتنا إلى عشرات ووالله لو جلسنا نتحدث فى أسرار بشارة واحدة مما أعد الله لأحبابه من أهل الإيمان لمكثنا أياماً وأيام لأن فضل الله ومنته فوق حدود الزمان والمكان وسنتناول هنا حديث البشارات الجامعة والمعروف بحديث البراء بن عازب إذ يروى البراء فى الحديث الشريف الجامع فيقول{خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ، قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلاَ يَمُرُّونَ، يَعْنِي بِهَا، عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللهُ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى، قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإِسْلاَمُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ:أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي}[1] والحديث مشروح يا إخوانى والبشارات فيه فوق الكم والعد والحصر ولكن الشرط الأول لنحظى بالبشارات أنه عبد مؤمن فى إنقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، وهذا ببساطة أنه عبد مؤمن قائم لله بما يحب ويرضى من القول والعمل فهو منقطع من الدنيا ولم يقل عن الدنيا فلو قال ذلك لكان إنقطاعاً كلياً وليس الأمر هكذا وإنما "من الدنيا" -ومن فى اللغة للتبعيض- أى فى إنقطاع عن بعض الدنيا أى عمَّا يبعده منها عن آخرته وهو فى إقبال من الآخرة وهذا التعبير أيضاً تعبيرٌ نبوىٌ معجز فهو ليس فى إقبال على الآخرة وإنما هو يعيش فى إقبال من الآخرة عليه الله أكبر أى يرى الآخرة دائما فى كل وقت وحال مقبلة علية آتية إليه وأقرب إليه فى كل وقت من الوقت الذى قبله فهو لا ينساها فيتعدى حدوده ولا ينغمس بالكلية فيها فيضيِّع واجباته التى استخلفه الله عليها فى الدنيا واسترعاه فيها فهو على النسق الشرعى الذى ارتضاه الله وبينه رسول الله بلا إفراط ولا تفريط أما بشائر هذا الحديث المبارك فهاكم إشارات إلى بعضها:
1-بشارة صفة الملائك الموكلين به: إنما هى فرقة من حرس التشريفات الربانية فى أجمل صورة وأبهى هيئة ومعهم الأكفان السماوية الجنانية والروائح الملكية البهية أفلا تشتاقون لرؤيتهم ياإخوانى
2-بشارة خروج الروح بالرحمة والحنان: وهذه بشارة فوق العقل بمكان فالملك ينادى الروح متحنناً ومتلطفاً فتخرج طائعة وتفارق جسدها مشتاقة إلى مغفرة الله ورضوانه هى التى تخرج ولا تنزع وإنما كقطرة الماء التى تسيل من السقاء بنعومة وليونة وسلاسة أفى ذلك ما يخيف أهناك شدة أو رعب أو تخويف هيهات هيهات إنما هى تحننات وإغراءات من الملك الموكل بخروجها بأمر ربها فيتحنَّن لها كما تتحنَّن الأم الحنون العطوف الشفوق لإبنها ليخرج لها ويأتى فى أحضانها ألا تشتاقون يا محبون
3-بشارة طابور العرض السماوى والتشريف: هل رأيتم استقبال الملوك عندما يزورون مكاناً فيصطف لهم حرس الشرف ووجهاء وأكابر المستقبلين للتحية والتكريم والمقابلة والتسليم: هذا بعينه يحدث للروح الكريم فيأخذونها من حضن الملك الذى دللها حتى خرجت ويلبسونها ثياب التشريف ويعطرونها بطور التكريم فيزول عنها كل ما لاقت فى دار التكليف وتستعيد كامل حضورها وتتضوع منها روائح أصلها، ثم يأخذونها فى طابور العرض الإلهى والتشريف الربانى من سماء إلى سماء فيرحبون به فى كل سماء بل ويعرفونهم به ثم يصطحبونه إلى منازل السماء التالية حتى يصلون به إلى السماء السابعة فتنتهى عندها طابور فرقة العرض والتعريف والتشريف
4-بشارة الأمان الربانى من الله: وعند نهاية طابور التشريفات يأمر ملك الملوك بأن يكتب كتابه فى عليين فيختم عليه بخاتم الأمان والتأميين.
5-بشارة سؤال الملكين للتأييد والتكريم: ثم يعود الملائكة بالروح للقبر ليسأل صاحبها فهل ترون يا إخوانى أن مثل هذا المؤمن يعانى عند سؤاله بعد كل ما كان من التشريف والتكريم وختم كتابه بختم عليين وإنما هو سؤال لإظهار شرف وكرامة أهل الإيمان الذين اختارهم الله لخلافته فى الأكوان لسرٍّ بينه وبين الرحمن فتأتى لحظة الإعلان التى يبيحون فيها للملائكة الكرام كيف حافظوا على سرِّ الإيمان الذى استودعه الله فى قلوبهم طوال الزمان وبه استحقوا علوَّ الكرامة والمكان عند الملك الديَّان وعندها لا تؤيد الملائكة على قوله وإنما ينزل التأييد له والتصديق من المليك الحنان.
6-بشارة نعيم القبر إلى قيام الساعة: ويختم الحديث ببشارتين الأولى أن ينقلوا له نعيم الجنة فى قبره فيتنعم بحسنها فيه ثم بشارة الأنس والودِّ إذ يتمثل له عمله الصالح ببشر يحادثه و يؤانسه فى قبره ويجالسه حتى تقوم الساعة التى يشتاق إلى ساعتها ويدعو الله أن يعجل بها ألا تشتاقون يا أحباب ولذلك قال الحكيم يدعو الله بالفضل العظيم من مقعد الصدق والأنس والبشائر عند لقائه :
عند موتي هب لي البشائر تترى واقبض الروح مسلمًا في شهود
واجعل القبر روضة من جنان منه أرقى لحظوة المعبود
في جمال في الأنس مقعد صدق عند ذي الفضل والغفور المريد
وصلاة على الحبيب وآل وعلى الصحب اعطني تأييدي

البشرى الخامسة والخمسون بشرى خاتمة الحسنى
وهنا البشرى التى نتذاكرها كثيرا ونقول اللهم اختم لنا بخاتمة الحسنى وكثيرا ما أوردها النبى فى دعائه وعلَّمها لأحبابه فأول أسباب السعادة وبشريات الهناءة والسرور هى خاتمة الحسنى التى يختم الله بها لإهل الإيمان قبل لقاء الرحمن وهى بشرى عظيمة وكريمة من أعظم البشريات وهى تسبق الموت فلا يأتى الموت إلا وقد تحققت وهى إن الله يختم للمؤمن على حال طيبة ويختم له بخاتمة الحسنى وهذه الدرجة التى كان يسأل الله فيها الأنبياء المعصومون مثل سيدنا يوسف الصديق{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}فهذه أعظم بشرى للمؤمن أن يثبته الله عند خروج الروح{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}{لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ}[2] فيقيض له موتة طيبة فهناك من المؤمنين مثلاً من يخيّرهم الله كيف يموتون؟ فمنهم من يريد أن يموت ساجداً أو وهو يحجُّ أو وهو يقرأ القرآن فيميتهم الله كما أرادوا فأول بشرى تقدم من الله للعبد المؤمن التقى النقى عند موته أن يختار للمؤمن أن يموت على حالة طيبة أو فى أوقات صالحة طيبة فمن المؤمنين من يتوفاه الله عقب آداء الطاعات كمن يموت عقب صيام رمضان أو عقب آداء فريضة الحج او العمرة أو عقب عمل صالح قدمه وهؤلاء هنيئاً لهم هذه الموتة لأن الله يتوفاهم صالحين ويدخلون فى قول الله تعالى فى الكتاب عن الأولياء الأحباب{لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} ويقول الحكيم ذاكراً سابقة الحسنى وخاتمة الحسنى :
مولاي هذا رذاذ من مواجهة أسعد بسابقة الحسنى لسآل
توبي من التوب في التقريب بي أدلى للنسبتين بلا فصل وإيصال
لكنني أسأل التواب يغفر لي كل الذنوب وأحوالي وأعمالي
لم ينفعك اقترابي لم يضرك ما أحدثته من جهالات وإضلال
والفضل فضلك يا مولاي تعطيه لمن تشاء بلا قيد وأقوال
نزهت عن علة فيما تمن به والفضل والعدل وصفا المنعم الوالي
أرجوك خاتمة الحسنى وسابقة حسنى أمنحنها بإحسان وإقبال
والحمد والشكر مني لأني بهما جمل عبيدك من إحسانك العالي

البشرى السادسة والخمسون بشريات أصناف الشهداء فوق العد والإملاء
والبشرى العظيمة هنا من آية كلنا نسمعها ونعرفها وسنجعلها باب البشرى{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ}إذاً من آمن بالله فهو من الشهداء وهذا كلام الله ولذلك قال النبى{ أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش}[3] وهنا البشرى تكاد تملأ الأرض والسماء بأسماء وأصناف وأعداد من يحظون بنيلها من الشهداء السعداء وليس هذا من قبيل التخيل أو التمنى والرجاء ولكنه واقع حقيقى بنص كلام سيد الأمناء هى بشرى حق ناصع واضح لا مراء وهنا السؤال :كيف نحظى بتلك البشرى وننضم لذلك الركب من أهل الهناء؟والجواب يأتينا من عند الحبيب المحبوب قد جعل تقريباً كلَّ أمته يأخذون درجة الشهادة ولن يحرم الشهادة إلا قلة قليلة جداً احسبوا معي ولا تملوا من المتابعة وعندما تحسبون ستقولون فمن بالله عليك من أمة رسول الله لن ينل فضل الشهادة وعدَّد العلماء الأجلاء أصناف من يعتبرون أو يحسبون من الشهداء للذكر لا الحصر - علماً بأنه لا تجرى عليهم أحكام الشهداء فى الدنيا فهم يعاملون بالأحكام المعروفة للموت- فسوى قتيل الحرب والمعركة نذكر{ ولا يختص الشهيد ذلك بقتيل المعركة، ففي حديث الموطأ: «الشهداء سبعة سوى قتيل المعركة وعددها المطعون والغريق وصاحب ذات الجنب، أي وهو الميت، بقرحة ذات الجنب والمبطون، أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء» ، وقيل: صاحب الإسهال، وقيل: المجنون، وقيل: صاحب القولنج والحريق والميت تحت الهدم والمرأة تموت بجمع أي التي تموت بالولادة ألقت ولدها أو لا وصححه النووي، وقيل: هي البكر، وفي رواية: المرأة يجرها ولدها بسررها إلى الجنة ومن الشهداء صاحب السل، رواه أحمد والطبراني والغريب، وصاحب الحمى رواه الديلمي، ومن لدغته هامة أو افترسه سبع والشريق والخار عن دابته والمتردّي من رأس جبل، رواها الطبراني وغيره ومن قتل دون ماله أو دمه أو دينه أو أهله، رواه أصحاب السنن الأربعة. ومن قتل دون مظلمة، رواه أحمد والنسائي. والميت في حَبْس ظلماً، رواه ابن منده . ومن عشق فكتم فعف، رواه الخطيب الديلمي . والميت وهو طالب للعلم، رواه البزار . والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، رواه أبو داود . ومن مات مرابطاً، رواه ابن حبان . و من صبر في الطاعون وإن لم يمت به، وأمناء الله تعالى على خلقه قتلوا أو ماتوا رواه أحمد ومن قرأ حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات آخر سورة الحشر ومات في يومه أو حين يمسي ومات في ليلته، رواه الترمذي. ومن مات على وصية ، رواه ابن ماجه. ومن مات على وضوء ، رواه الآجري. ومن صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من كل شهر ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر، رواه أبو نعيم. ومن قال: اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك أبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك حين يصبح ومات في يومه أو يمسي ومات من ليلته، رواه الأصبهاني وغيره. ومن مات ليلة الجمعة أو يومها ، أخرجه جماعة وفي حديثه: أنه يوقى فتنة القبر ومن دعا في مرضه بأن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت الظالمين أربعين مرة ومات في مرضه ذلك، رواه الحاكم. وفي حديثه: وإن برىء برىء وقد غفر له جميع ذنوبه ، ومن مات عقب رمضان أو عمرة أو غزو أو حج نقله جمع عن الحسن. ومن سأل الله سبحانه وتعالى الشهادة بصدق، أخرجه مسلم، وورد بسند حسن كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد، ومن مات مريضاً، رواه ابن ماجه، وفي حديثه: ووقى فتنة القبر وغدى عليه وريح برزقه من الجنة ، وظاهره شمول جميع الأمراض وهو كذلك وهذه الخصال الزائدة على الأربعين ورد في كل منها أن صاحبها شهيد أي يعطى أجر الشهداء ومراتبها في ذلك متفاوتة كما دلت عليه الأحاديث، وللشهداء خصوصيات: منها: أنه يغفر له أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار ويزوّج اثنين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه، رواها الترمذي بسند صحيح غريب ومنها { أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }كما في القرآن وأن أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش رواه مسلم}[4] إذاً فما أكثر شهداء هذه الأمة الذين رحمهم الله بما ألهم به رسولها فى حديثه{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}وفى نهاية بيانى أسلط الضوء على رأس بشريات الشهادة من حديث الحبيب وإنا على يقين أننا سوف ننالها جميعا إن شاء الله بلا عناء لأننا أتباع سيد الأنبياء{كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد}[5]ولكن البشرى لا تنسينا الحذر لأنه جعل بشراه للمسلم، فلابد أن يلقى الله محافظا على الفرائض مبتعداً عن المعاصى! حتى يمنَّ الله عليه فيجعله فى مقام الشهداء.

[1] عن زاذان عن البراء بن عازب، المسند الجامع، أخرجه الإمام أحمد، وفى الحديث روايات عدة بتطويل وإختصار، وقد أوردنا بشارة المؤمنين عنا فللحديث كمالة فة تناول أهل الجحود والعصيان أعاذنا الله منهم فى كا زمان ومكان
[2] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الأَنْصَارِيِّ صحيح مسلم
[3] عن عبدالله بن مسعود المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء
[4] بتصرف عن فتاوى ابن حجر الهيثمي وغيرها.
[5] وروى الحسن بن علي الحلواني في «المعرفة» بإسناد حسن من حديث على، فتح الباري شرح صحيح البخاري