عرض مشاركة مفردة
 
  #2  
قديم 20-05-2011, 10:33 PM
رضا البطاوى رضا البطاوى غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
مشاركة: 358
مستوى تقييم العضوية: 15
رضا البطاوى is on a distinguished road
الافتراضي بقية الحكاية

32- قال قونشار أحد قادة الحرب لدى بابك :
لما أخبرت بابك بما يفعله محمود الواحدى فى البلاد من تحريض الناس عليه ولعنه على منابر المساجد التى يخطب فيها ما زاد على الضحك إلا قوله لى يا قونشار إن أصوات الحيوانات الأليفة لا تؤذى أحدا فدع محمود يتكلم ويتكلم كما يريد فإن كلامه ضائع فى الهواء فهززت رأسى يمينا ويسارا وقلت له غاب عن القائد أن البذرة الصغيرة تتحول إلى شجرة كبيرة وأخشى أن تنمو بذرة محمود حتى تتحول إلى شجرة تقضى على دولتنا فضحك بابك وقال وغاب عنك أن أكثر الناس لا يهمهم من دنياهم سوى وجود الطعام والشراب والمسكن والمال فإذا وجدوا ذلك تركوا القادة كما هم ولم يفكروا فى الخروج عليهم حتى أنهم يثبطون همم من يثور ويتمرد وقد وفرنا للناس كل ذلك فقلت ما زلت عند رأيى فى أن محمود خطر على دولتنا ويجب التخلص منه بأقصى سرعة فانتفض بابك من مقامه فقال لو قتلتموه لقتلتكم جميعا فقلت وماذا يكون محمود إلا واحدا من الأعداء فابتسم بابك وقال لقد كان لى نعم الصديق فهو الوحيد بعد خالتى وأخى الذى حنا على وجعلنى أبقى على حياتى وقادنى إلى ما كنت أجهله من المعارف والعلوم ثم نظر لى نظرة كلها غيظ وقال والله لو أتى محمود كى يقتلنى ما مددت يدى إلى سلاحى لأقاتله ومنذ ذلك الحوار بينى وبين بابك أيقنت أنه لن يؤذى محمود ومع ذلك طلبت من القادة الأخرين أن يطلبوا منه قتل محمود فما زاد على توعده لهم بالقتل إن هم فعلوا هذا ومن أجل هذا اتفقت مع القادة على قتل محمود فى السر وأجمعنا فى ذلك على أن نذهب نحن القادة بأنفسنا لقتله حتى لا يتسرب خبر قتله من الجنود لبابك وقد قتلناه وأخفينا جثته وكان بابك كلما سأل عن أخباره قلنا ما زال يحرض الناس عليك
33- عن قرة العين إحدى صواحب بابك قالت :
كان بابك يمر على القرى ليتعرف الأحوال بنفسه مع بعض خواصه وفى يوم من الأيام شاهد الدير الذى كنت فيه كبيرة الراهبات من بعيد فطلب من رجاله أن يرى الدير فأتوا جميعا ودخلوا الدير فاستقبلتهم استقبالا حسنا وقد لاحظت أن بابك لم ينزل عينيه من على جسدى طوال فترة جلوسى معهم فقلت له إن الدير قديم ومتهالك كما رأيت ونحن بحاجة للمال من أجل أن نصلحه حتى نستطيع العبادة فيه كما يجب فرد بابك فقال تستطيعين الحصول على المساعدة اللازمة للإصلاح إذا جئتى لحاضرة دولتنا فقلت وأنا أقدم لهم العصير الذى جاءت به إحدى الراهبات ذلك كرم كبير من حاكم كبير مثلك فقال وهو يتفحص ملامح وجهى بعينيه هذا واجب الحاكم نحو الرعية التى تحت حكمه ثم غمز بعينيه لأصحابه كى يتركونا وحدنا فخرج الرجال وبقيت أنا وهو معا فقام من مقامه ودنا منى ثم وضع يديه على صدرى ثم أنزلها على بطنى وقال من الخسارة أن تترهب امرأة جميلة مثلك وعندما مر بيديه على جسمى شعرت بأن كل أعضاء جسمى تستجيب لنداء الشهوة فقلت بعد أن حركت شفتى تأدب أيها الحاكم فإنك فى بيت العبادة وعند هذا إزداد فى غيه فاحتضننى من الخلف وقال وهو يقبلنى من قبلك على خدك الأيمن فإعطه قبلة من خدك الأيسر وعند ذلك شعرت بنار الشهوة تسرى فى كل كيانى بكل قوة وكأنه أحس بذلك فأحب أن يزيدنى اشتعالا فاستدار ووقف أمامى ثم وضع شفتيه على شفتى وعند ذلك قلت له هيا بنا إلى حيث يمتع كل منا الأخر ومنذ ذلك اليوم أصبحت راهبة الدير هى راغبة الفراش التى لا تنطفىء نار شهوتها إلا من أجل أن تشتعل من جديد بعد قليل من الوقت وكثير من الطعام
34- قالت عين الحياة إحدى خليلات بابك :
فى أحد الأيام أتت لبيت بابك امرأة فائقة الجمال يشع جمال جسمها من تحت الغلالة التى ترتديها وأما شعرها فقد انسدلت منه ضفيرتان ما رأيت مثلهما فى حجم الإستدارة على قبلها حتى أنهما وصلا إلى ركبتيها وأما من الخلف فقد تركت شعرها الباقى يغطى ظهرها وعجزها فقالت لى المرأة أريد بابك فسألتها لماذا تريدين بابك ؟ردت وهى تتدلل أعرض نفسى عليه فضحكت وقلت لو رأى هذا الجمال فقبل أن تعرضى نفسك عليه سيكون قد قبلك وقبلك فقالت وهذا ما أريده وأتمناه وقد أدخلت إحدى الحجرات فى البيت ولما جاء بابك قلت له أدخل الحجرة وراء حجرتى ستجد امرأة تقضى معها الليلة عندما تراها لأول وهلة وعند ذلك سألنى بابك ولماذا جاءت هذه المرأة ؟أجبت قالت لى أنها جاءت تعرض نفسها عليك فضحك وقال هل هى أجمل منك ؟قلت الحكم فى هذا الأمر يعود إلى الرجل وفى لحظات كان بابك قد دخل الحجرة وأقفل الباب خلفه وقد ظللت ساهرة فى حجرتى كعادتى فى الليالى التى لا يدخل فيها بابك معى حجرتى وبعد مضى وقت قصير سمعت إنسان يكح ويتهوع ويقول هوع 00ه و0ع هو00ع فخرجت مسرعة فوجدت بابك يمسك بابك رقبته ووجهه قد اصفر فأسرعت بإحضار كوب ماء له فجعل يشرب بصعوبة وبعد مدة طويلة كان بابك قد استعاد قواه وعند هذا سألته عما حدث فقال لى بعد أن مكنتنى من نفسها جعلت تلف ضفائرها حول رقبتى حتى تمكنت من خنقى فعند هذا خنقتها حتى لفظت أنفاسها فجثتها فى الداخل فإطلبى من الرجال من يدفنها
35- قال حرب الأهوازى أحد أصحاب بابك :
اصطحبنى بابك معه فى رحلة لإحدى قرى الدولة فكان يمر على البيوت بيتا بيتا ليسأل الناس عن أحوالهم وما يحتاجون إليه بالإضافة لغرضه الأخر وهو اكتشاف امرأة تمتعه فى فراشه تلك الليلة وقد لاحظت أن الناس قد أخفوا نسائهم بعيدا عن أعين بابك فلم يكن فى استقبالنا سوى الرجال والأطفال حتى أن بابك ضحك وقال لى لقد أخذ الناس حذرهم منى فصححت له القول قائلا لقد أخذ المسلمون حذرهم مما تريد فصاح قائلا هل تقصد أن كل الدور التى مررنا بها كانت دور ناس من المسلمين فرددت فقلت هذه هى الحقيقة وبعد هذا مررنا على بيوت أخرى وجدناها خاوية من النساء حتى وصلنا إلى الحى الأخير فى القرية وفى البيت الأول منه استقبلنا رجل مجوسى وأجلسنا فى البيت ثم نادى على ابنته وقال قدمى الطعام والشراب للضيوف وما هى إلا لحظات حتى أتت فتاة يافعة بالمطلوب ووضعته أمامنا فقام بابك بفحصها من أعلى إلى أسفل ثم انصرفت فقال المجوسى تفضلوا الطعام فأكلنا جميعا من الطعام اللذيذ وبعد إنتهاء الأكل قال بابك للرجل أرسل ابنتك لبيت حاكم القرية فتغير وجه الرجل قليلا ثم تصنع الإبتسام وقال إنه لشرف كبير لنا فضحكت فى أعماق نفسى وأما بابك فقد امتلأ سرورا من نفاق الرجل وبعد لحظات نادت الفتاة على أبيها فاستأذن منا ثم دخل عليها وقد سمعنا أثناء ذلك أصوات غير مفهومة لنا وبعد هذا خرج الرجل وقد رسم على وجهه ابتسامة كبرى من نوع الإبتسامة التى ابتسمها من قبل ثم قال إن البنت تقول لك إن بيتنا يتسع لك منذ الآن وما إن سمع بابك قول الرجل حتى قام فدخل على الفتاة فى حجرتها ولذا فقد اصطحبت الرجل معى لبيت الحاكم حتى انتهى بابك من قضاء شهوته مع الفتاة .
36- قال فاتك وهو أحد قواد الحرب عند بابك :
فى إحدى القرى التى توليت الإشراف فيها على الحكم بلغنى من أحد كبار عيونى أن أحد المسلمين لديه أختا فاتنة وقد قال لى جاسوسا أخر :إنها تليق بفراش بابك حقا وصدقا وعند هذا أرسلت الجنود لبيت الرجل وسلمتهم رسالة إليه قلت فيه من فاتك إلى على بن محمد المكى سلام أما بعد بلغنا وبلغ بابك أن لديك أختا فائقة الجمال وقد رغب بابك فى رؤيتها فأرسلها على جناح السرعة ولك ما تريد من المال فما كان من الرجل إلا أن قال للجنود أبلغوا هذا الكافر أن هذا لن يحدث إلا بعد أن أختفى من الدنيا وعند ذلك ذهبت مع بعض الجنود للبيت فقاتلنا قتال اليائس حتى أن أكثر الجنود فروا من أمامه ولكن فى النهاية قبضنا عليه وحملنا الفتاة معنا بعد أخذها تحت حراسة مشددة إلى بابك ولما وصلنا لبابك قال بابك لنسائه أكرموا المرأة فأدخلوها لحجراتهم وأما الرجل فقال له ستموت ميتة سيئة ثم وجه حديثه للجنود فقال اذهبوا فابنوا جدارين قصيرين ثم وضعوا الرجل مقيدا بينهما ثم سدوا عليه كل المنافذ فما زاد الرجل على أن بصق فى وجهه فأراد الجنود الفتك به فضحك بابك وقال لا اتركوه يذوق الموتة التى أمرت له بها وفى الصباح التالى جئت لمجلس بابك كى أعرف أوامره فلم يقل لى أى أوامر فسألته هل قضيت الليلة مع الفتاة ؟فابتسم وكشف لى عن رقبته وصدره فوجدت خدوشا كثيرة وقال لقد قاومتنى ولم أستطع أن أنال منها شيئا له ماذا ستفعل بها نتيجة ذلك؟رد بابك بعد أن هز رأسه سأطلب من الجنود أن يقيدوها للسرير فيربطون كل يد فى قائمة من قوائم السرير وبذلك أكون قد ضمنت أننى سأمضى الليل معها فى هدوء فضحكت وقلت نسيت أن فمها إحدى وسائل المقاومة فكممها فقال بابك ابق للغد فهناك موضوع سنتكلم فيه وفى الصباح التالى حضرت لمجلس بابك فوجدت بوجهه ما يدل على أن الفتاة قد عضته وهو يباشرها فقلت له صح ما توقعته ولم تأخذ حذرك فقال إنها أشرس فتاة قابلتها فى حياتى فقلت وماذا ستفعل بها ؟فضحك وقال لقد أرسلتها إلى الأخرة بنفس طريقة أخيها فى بداية هذا الصباح
37- قال إسحاق بن إبراهيم :
زرت أنا وبابك أحد بيوت المسلمين وكان بابك فى ذلك اليوم يشتهى مباشرة امرأة اشتهاء عظيما جعله يدخل حجرات البيت مفتشا عن أى امرأة فيه لقد ذهل المسلم من ذلك وحاول منع بابك من دخول حجرات الحريم ولكن بابك غلبه بقوة عضلاته فدخل واختار إحدى النساء وجرها إلى حيث يقف المسلم وقال أريد هذه المرأة الآن فصرخت المرأة واخيبتاه واحسرتاه وعند ذلك حدث الذى لم يتوقعه أحد فقد جرى المسلم إلى خارج البيت فظننا أنه لا يريد رؤية شرفه وهو يضيع كما ظننا أنه لن يقاومنا لذا فإن بابك دخل بابك بالمرأة حجرتها وهى تمانعه أشد الممانعة وحاول أن يأخذ منها ما يريد فلم يفلح إلا بعد وقت طويل كان المسلم قد عاد فيه فسكب النفط وأشعل النار فى البيت الذى امتلأ بالدخان فدخلت لبابك وقلت له هيا بنا قبل أن نحترق فقال أفى اللحظة التى كنت تمكنت فيها من جعل المرأة تستسلم لى يضيع كل ذلك وخرجنا من البيت الذى احترق من فيه من النساء والدواب والأطفال فطلب بابك من الجند القبض على ذاك المسلم وبعد أيام أتى الجند به فقال بابك قطعوا يديه ثم عالجوا القطع بالكى وبعد ذلك اجمعوا حطبا وخشبا وأشعلوا النار فيهما ثم ألقوه فى النار وقد نفذ الجند الأمر فقلت لبابك ولماذا هذه القسوة قبل القتل كان يمكن قتله على الفور فابتسم وقال القسوة لازمة حتى يخاف الناس فلا يقاومنا أحد منهم فيما بعد يا إسحاق
38- قالت جلنار إحدى صاحبات بابك
كان بابك فتى وسيما أبيض البشرة شديد سواد الشعر وكان شعره ناعما منسدلا بين كتفيه وكان بنى العينين لطيف الأنف ضيق الفم له أسنان حادة له أكتاف وأثداء كبيرة من كثرة حمل الأثقال التى لم يتوقف عن حملها فى أى يوم رأيته فيه خصره ليس بالكبير وقد ظهرت على بطنه تقاسيم عضلاتها وأما فخذيه فتبرز منهما العضلات وبينهما يبرز ذكره وأنثييه وأما أقدامه فكبيرة بسبب كثرة جريه حافيا
39- قال شمعون أحد حراس بابك الدائمين :
كان بابك يقسم يومه لأربعة أقسام الأول يستقبل فيه الرسل ويقرأ فيه الرسائل ويتعرف على أخر ما ورد من الأخبار عن طريق الجواسيس والعيون والثانى يدخل فيضاجع امرأة ممن عنده من النساء وكان ذلك وقت الظهيرة والثالث من العصر للمغرب وكان يمارس فيه رفع الأثقال والركض وركوب الخيل والمبارزة والرابع الليل وكان يخصصه لأمرين أولهما مضاجعة المرأة التى معه مرة فى أول الليل ومرة فى أخره وثانيهما النوم وكان هذا النظام لا يتغير طالما كان مقيما فى العاصمة وأما إذا سافر لأى جهة فكان يغير كل شىء حسب الغرض من سفره عدا أمر واحد هو مباشرة النساء .
40- قال بطرس تابع بابك :
دخلت يوما أنا وصديقى متى ومعنا جمع من الأتباع لبابك فوجدناه جالسا فى القاعة فسلمنا عليه ثم بدأ متى الحديث قائلا أريد أن أسألك يا بابك لماذا يتعلم أولادنا القرآن ونحن لسنا مسلمين ؟فصمت بابك فترة حسبناه فيها قد غضب من سؤال متى ثم قال بعدها إن لذلك أغراضا عدة أهمها أن يتعلم الأولاد الفصاحة من القرآن وأن يتعلموا القراءة والكتابة من خلال تعلم ألفاظ القرآن وذلك حتى نسد العجز عندنا فى الوظائف الكتابية وغيرها وعاد متى للسؤال مرة أخرى فقال ألا تخاف أن يتشربه الأطفال فى قلوبهم وبعد ذلك يعملون بما يأمر وعند ذلك سيقومون بحربنا بإعتبار أننا نخالف القرآن فضحك بابك بصوت عالى وقال اطمئن فلن يحدث ذلك فعاد متى للسؤال قائلا كيف تضمن هذا ؟فرد الذى يجعلنى متأكد من هذا هو الإختلاف فى تفسير القرآن وما دام هناك خلاف من المسلمين أنفسهم فاعلم أن دولتهم العادلة لن تعود فسألت بابك فقلت هل فسرت لنا الأمر ؟فأجاب إن كل آية فى القرآن لها تفسير واحد صحيح ولا تحتمل أى آية أكثر من تفسير وهذا التفسير الصحيح ليس موجودا فى عصرنا إلا بنسبة قليلة ويكفى أن المسلمين فى بعض الموضوعات كالزنى يحكمون بأحكام خاطئة لم ينزل الله بها سلطانا ولم تذكر فى القرآن أبدا من أجل عدم التفسير الصحيح لن يقوم أولادنا بحربنا لأننا سنبين لهم التناقضات الكثيرة فيما يزعم المسلمون أنه إسلام وعند هذا تشجع الوثنى كومار وقال إنك يا بابك تدلل أهل الملل الأخرى؟فتساءل بابك وكيف أدللهم يا كومار؟فرد كومار تبنى لهم المساجد والمعابد والكنائس وغيرها وعند هذا قال بابك أنا لا أدللهم وإنما أحنن قلوبهم علينا وأحاول أن أكسبهم فى صفنا أو على الأقل يكونون على الحياد فى حال وقوع حرب بيننا وبين الأعداء .
41- قال ماو أحد أتباع بابك :
كنت فى مجلس بابك يوما فدخل عليه وفد من نساء البلاد فقالت التى جعلوها لسانهم :السلام على قائدنا أما بعد إننا معشر النساء فى دولتكم لا نعرف ما هى حقوقنا فالرجال يأتوننا فيباشروننا برضانا ومن غير رضانا ونخاف إذا بلغنا من السن عتيا وفقدنا جمالنا أن يرمينا الرجال خارج البيوت بلا مأوى ولا طعام ولا كساء ولا دواء فقال بابك وما المطلوب منى فقال المرأة أن تكتب لنا كتابا يعرفنا حقوقنا ويضمن لنا حياة كريمة إذا كبرنا فى السن على أن يحكم القضاة بهذا إذا حدث خلاف بين الرجل والمرأة وعند هذا قال بابك فليحضر أحدكم صحيفة وقلما وليكتب ما أقول وقد كتب عدد كبير من الأتباع الجالسين ومنهم بعض النساء ما قاله بابك من الأحكام وهو:
- لا يباشرن رجل امرأة دون رضاها
-الحالة الوحيدة التى يحق للرجل فيها مباشرة أى امرأة دون رضاها هى أن ترفض كل النساء أن يباشر واحدة منهن
-على الرجل أن يطعم المرأة ويكسوها ما دامت فى بيته
-فى العيد يجتمع الرجال والنساء فى مكان واحد فيشربون الخمر ويسمعون الألحان ويرقصون ثم تطفىء الأنوار وبعد ذلك يباشر الرجل أول من يلمسها من النساء
-إذا رغب عن المرأة كل الرجال لكبر سنها أو لفقدها جمالها فالإنفاق عليها ورعاييتها على من تختاره من الرجال الذين عاشروها فى الزمن السابق كى تعيش معه
-من يغتصب امرأة أى من يباشرها دون رضاها تكون عقوبته هى إعطاء المرأة قنطار من الذهب
-على النساء عدم تغطية الشعر وللمرأة أن تبرز ما تشاء من مفاتنها فى الأماكن العامة
-من يضرب أى امرأة يضرب بنفس العدد والكيفية
-على المرأة إرضاع من تلد من الأطفال
-لا يحق لرجل أو لامرأة أن يرفض المضاجعة إذا أرادها صاحبه إلا فى حالة المرض ما دام قد ارتضى الحياة معه
-يحق للمرأة سواء كانت حامل أو غير حامل أن تترك الرجل الذى تراضت معه فى أى وقت
-يحق للمرأة أن تراضى أى رجل فى نفس ليلة تركها للرجل السابق
-إذا مات الرجل ترثه النساء اللاتى عاشرهن فى المضاجع ويكون نصيب الواحدة مثل نصيب الأخرى
-إذا ماتت المرأة ولها مال يرثها أطفالها
- ينسب الأطفال إلى أمهاتهم
-ينفق الرجل على أطفال المرأة التى تراضى معها على المباشرة
42- قال إسحاق بن إبراهيم :
لما علم الخليفة العباسى بما صنعه بابك أرسل لبابك رسولا برسالة قال فيها :من أمير المؤمنين إلى بابك الخرمى السلام على من اتبع الهدى أما بعد لقد بلغنى ما أحدثت من البدع والضلالات التى لم ينزل الله بها سلطانا وأنا أخيرك بين أمرين الأول أن أرسل لك جيوشا لا قبل لك بها تفنيك ومن معك فيكون مآلك النار وبئس القرار والثانى أن تعود للإسلام مرة أخرى فيغفر الله لك ذنبك وأصطنعك لنفسى فتكون واليا على المنطقة تحت سيطرتك فتأتمر بأمرى وتفعل ما يأتيك من قبلى ولما سمع بابك الرسالة قال للجنود أكرموا هذا الرسول ولا تدعوه ينصرف قبل أن يحمل رسالتى للحاكم العباسى وعندما انصرف الرسول مع الجنود قلت لبابك لا تحملنا ما لا طاقة لنا به فلنعد للإسلام حتى ننقذ أنفسنا من الموت المحقق فلدى العباسيين جيوشا كثيرة إن غلبنا بعضها فلن نغلب البعض الأخر عند ذلك قال بابك بماذا يتميز العباسى على حتى أكون تابعه ؟إنه مثلى مرتد قد خالف الإسلام بقبوله وراثة الخلافة زد على هذا أنه يفعل بالجوارى ما نفعله نحن بالنساء جميعا إنه يباشرهن دون زواج كما أمر الله كما أن المعازف والخمور والراقصات تملأ قصوره وقصور حاشيته وأتباعه فقلت له ماذا تنوى عمله فرد سأكون له ندا هات القرطاس والقلم واكتب ما أمليه عليك فأسرعت بإحضار القرطاس والقلم فقال بابك من بابك الخرمى للحاكم العباسى :
لقد وصلتنى رسالتك ووعيت ما فيها وأما ردى عليها فهو إذا كنت قد ارتددت عن الإسلام فقد ارتددت قبلى أنت والكثير من آبائك عندما أخذتم الخلافة بحد السيف وتوارثتموها مخالفين قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم "أى وقرارهم مشترك بينهم فالقرار جعلتموه لكم وهو لكل المسلمين فى كل موضوع كما خالفتم الإسلام بمباشرة الجوارى دون زواج رغم قوله تعالى "فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف "وخالفتم الإسلام فى أمور أخرى كثيرة لن أذكرها حتى لا أثقل عليك ولكن فلتعلم أن كل منا نصاب ومحتال والفرق بيننا هو أنك تنصب وتحتال باسم الإسلام وهو منك برىء وأما أنا فأنصب باسم الشيطان ولا أخفى ذلك عن الناس كما تخفى أنت ذلك إننى أقبل التحدى وعليك أن ترسل ما استطعت من الجيوش إلى بلادى وساعة الحرب ستعلم أينا هو المنتصر فى حرب النصابين وعندما سكت بابك قلت له ها أنت تجلب الدمار والخراب علينا فضحك وهو يقفز فى الهواء ويقول اعلم يا إسحاق إننى كنت أتوقع كتاب النصاب العباسى منذ فترة وقد أعددت لحربه ما لم يتوقعه أحد من قادة جيوشه فقلت عابسا قالوا قبلنا الكثرة تغلب الشجاعة فرد قائلا لا تكن يائسا هكذا ففى الحرب ليس هناك قاعدة ثابتة تدل على المنتصر وإنما لكل حرب ظروفها والقائد الخبير هو من يستغل هذه الظروف لصالحه وبعد ذلك استدعى بابك رسول الخليفة العباسى وسلمه الرسالة بعد أن ختمها بخاتمه ثم قال للجنود رافقوه حتى الحدود ولا تدعوا أحد يؤذيه .
43- قال سيف أحد جنود الجيش العباسى الأول :
دخلت على قائد جيشنا بعد هزيمتنا من جنود بابك فسألنى ماذا حدث أيها الجندى لجيشنا ؟فرددت لقد هزمنا فقد قتل منا الكثير وفر الكثير الذين وقع بعضهم فى الأسر فأمسكنى القائد من كتفى وهزنى قائلا كيف ؟فأجبت لقد نصبوا لنا كمائن كثيرة على طول الطريق وكانت نتيجة كل كمين العديد من القتلى وجرح الكثير قال وما شكل الكمائن بالضبط؟فقلت كانوا ينتظرون مرورنا فى أسفل الجبل ويسقطون علينا صخورا كبيرة تنزل فتحطم عظام من تسقط فوقه وكانوا يقذفوننا بحجارة المقاليع من فوق الجبل وكانوا يشعلون النار فى كل ممرات الجبل من أمامنا ومن خلفنا حتى أننا كنا نتنفس دخانا وعند ذلك قال قائدنا الهمام هذا يكفى ثم قال لى انصرف لطاقم الحراسة وابق معهم حتى آمرك بأمر أخر أيها الجندى ولما خرجت من الخيمة سمعته يستدعى بعض القادة ولما دخلوا عليه قال لهم ماذا أقول للخليفة هل أقول أن الشراذم قد هزمونا ؟فقال أحدهم سنعاود الهجوم وسنهزم هؤلاء الكلاب شر هزيمة فابتسم القائد ابتسامة ساخرة وقال اجمع فلول الجيش المنهك وعاود الهجوم بهم حتى يفنوا ونفنى معهم ما هذا برأى صائب فقال القائد الأخر ماذا نفعل إذا ؟فرد قائلا سننتظر قليلا حتى نعاود الهجوم ونطلب المدد قبل هجومنا وقد فعل قائد الجيش ما قال ولكن النتيجة كانت هى الهزيمة مرة أخرى .
44- قال بشار أحد قادة جيوش بابك :
علمنا من العيون والجواسيس فى أرض العباسيين أن خليفتهم قد أرسل إلينا جيشا أخر وقد اتخذ طريق للجبل من ناحية مخالفة للنواحى التى سلكها الجيش الأول فدعانا بابك لبيته كى نناقش كيف سنحارب فقال إن الجيش يسلك الممر الخلفى للجبل فماذا ترون ؟فقال فاتك أرى أن نمكنه من صعود الجبل حتى إذا نال منهم الجهد وحل بهم التعب نتيجة الصعود بادرناهم بالهجوم وهم فى غفلة من أمرهم فقال سندان هذا رأى حسن أما إسحاق بن إبراهيم فقال لابد من استخدام الوسائل التى أعددناها فى المراقب والمراصد الحجرية الجبلية فى الحرب مثل إسقاط التراب المعبأ فى الأجولة عليهم مرة واحدة حتى يصابوا فى أعينهم وتتضايق صدورهم وعند ذلك يمكننا القضاء عليهم فقال بابك لماذا أراك ساكتا يا بشار ؟فرددت قائلا أسمع وأتفحص الآراء وبعد هذا أقول رأيى فقال بابك وما رأيك؟فقلت تعلمون أن النهر قريب من الممر الخلفى بحوالى 70 ذراعا فقاطعنى سندان فقال وما علاقة النهر بما نحن فيه ؟فأجبت قائلا اسمع وستعرف إن صخور الجبل كما تعلمون لينة وليست صلبة فلو أننا نحتنا الصخر فى المنطقة المواجهة للممر وضربنا هذا الجدار الرقيق بالمقاليع لإنهدم وتدفق الماء بقوة تجاه الممر ثم انحدر عليه آخذا فى طريقه العدو لأسفل وأنتم تعلمون أن النهر الآن فى أيام فيضانه فصاح بابك هذه فكرة صائبة كم نحتاج من الجنود لتنفيذ ذلك بسرعة ؟فقلت أمام العدو أسبوع حتى يصل المنطقة المطلوبة ولذا علينا أن نسرع فى الحفر بأكبر عدد ممكن من الجنود وليكن عشرة آلاف فقال بابك إذا أبلغوا جنود المراصد القريبة بالتوجه للمنطقة المحددة وسأرسل لك من الجيش هنا سبعة آلاف معهم المعاول والفؤوس والمقاطف لتبدئوا العمل فقال فارس ولكنكم نسيتم شىء هام فسأله إسحاق ماذا نسينا ؟فرد فارس نسيتم أن الممر الخلفى سينتهى وستتعطل مصالحنا ومصالح من يمرون منه لأن النهر سيظل يتدفق من خلاله فقلت سنصلح كل شىء بعد انتهاء الحرب مع العدو فتساءل قائلا كيف سنصلح ذلك ؟إن من سيتصدى للنهر سيقذفه لأسفل كما سيقذف جنود العباسيين بعد أسبوع فابتسمت وقلت سننتظر حتى حلول الشتاء وتجمد مياه النهر أعلى الجبل ومن ثم حلول الجفاف بالممر فقال بابك وماذا بعد ذلك ؟فقلت وسنقوم نحن أولا بحفر المنطقة تحت الجدار الذى كان يقف حائلا بين النهر والممر وهذا يعنى أننا سنحفر بعمق عشرة أذرع وثانيا سنقيم سد من الصخور الكبيرة والصغيرة فى مكان الجدار على أن نسد الفتحات بين الصخور بالطين الناتج من خلط ماء النهر المتبقى بتراب الحفر فقال إسحاق لدى فكرة قد تكون أفضل من ذلك فتساءل سندان وما هى ؟فرد قائلا فى منتصف المسافة بين الجدار والممر توجد منطقة جدارية منحدرة فلو أننا حفرناها بنفس الطريقة فيتخذ النهر طريقه خلالها وبعد ذلك يبتعد عن الممر نهائيا فقال بابك إن الإختيار بين الأفكار سيكون أفضل بعد أن ننتهى من القضاء على جيش الأعداء ثم قال المهم الآن البدء فى الحفر بأقصى سرعة وبأكبر قوة وسنشارك جميعا فى الحفر ولما انتهينا من عملية الحفر لاحظنا اقتراب العدو من العلو المحاذى لعلو النهر فى المنطقة المحفورة أسرعنا لضرب الجدار الرقيق بحجارة المقاليع التى هدمته خلال ساعة واحدة وبدأ شلال الماء فى التوجه نحو الممر وبدأ يأخذ فى طريقه مقدمة الجيش وقد شاهدنا من المراصد أعلى الجبل الجنود وهم يتساقطون على بعضهم ويأخذهم التيار لأسفل فيصدمهم بالصخور وقد زاد الطين بله هياج الدواب التى كانت معهم عندما رأت الماء يأخذها لأسفل
45- قال إسحاق بن إبراهيم :
جمع بابك مجلس الحرب فى بيته ثم خطب فيهم قائلا :
لقد فكرت وفكرت فهدانى تفكيرى لرسم سياسة ثابتة ننفذها حتى نظل نكسب الحرب من العدو وهذه السياسة تقوم على الأتى
-إقامة المراصد والمراقب فى أنحاء الجبل وعلى طول الحدود بيننا وبين العدو العباسى مع تموين الجند بالطعام والماء اللازم لهم فى كل مرقب لمدة عام وأيضا إمدادهم بكل ما يطرأ على عقولنا من وسائل الحرب الأخرى
-بث الجواسيس فى كل الطرق المؤدية لبلادنا مع إمداد هؤلاء العيون بالأموال اللازمة بعد تدريبهم على إفساد خطط الأعداء بالطرق المختلفة مثل الدخول فى جيش العدو والعمل على تسميم الطعام المعد للأكل وكذلك الماء أو العمل على حرق معسكرهم ليلا
- نشر الجنود على كل شبر من البلاد لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تجرى حتى نعرف الخونة فنقتلهم
-أن نستخدم وسائل لا يتوقعها العدو فى الحرب مثل شباك الصيد إذا كانت الحرب فى منطقة غابات أو بساتين ومثل إرسال حيوانات ودواب مريضة لمعسكرات العدو حتى تصاب دوابهم وحيواناتهم بالأمراض فيقل ما عندهم من الطعام وتصبح قدرتهم محدودة فى الحركة إذا حملوا السلاح والتموين ومثل دحرجة الصخور عليهم من فوق الجبل
46- قالت نائلة إحدى صواحب بابك :
رغم أن بابك كان مشغولا بالحرب إنشغالا عظيما إلا أنه كان لا ينسى أبدا النساء فكان يخصص نهاره كله لأمور الحرب وأما الليل فكان يخصصه لمباشرة النساء وفى إحدى الليالى التى بات فيها فى فراشى قلت له إن الجنود يعانون من الحرب ومتاعبها ويجب عليك إراحتهم فقال أشيرى على يا نائلة فقلت اجعل الجندى يعمل عشرة أيام عمل وعشرة أيام راحة يأتى فيهم ليتمتع ويرفه عن نفسه بمباشرة نسائه وأكل ما لذ وطاب من الطعام إنك إن فعلت ذلك عاد الجندى للحرب أكثر قوة فابتسم قائلا نعم الرأى رأيك
47- قال سندان أحد قادة جيش بابك :
لما تعرضت جيوش بنى العباس للهزيمة المتكررة من جيشنا المغوار عمدوا لسياسة تسمى قطع رأس الأفعى حتى يموت كل جسدها ولذا عملوا على أن يزيلوا رأس دولتنا بكل ما استطاعوا من وسائل حتى تتفرق بموت بابك رأس الدولة وعقلها المدبر ،قام بنو العباس بإرسال جواسيسهم لحاضرة دولتنا حيث بيت بابك وقد ادعوا أنهم أتباع له كى يعيشوا معه حتى يكونوا تحت إمرته فى أى شىء وقد قام هؤلاء بمؤامرات عدة منها
-دس السم لبابك فى الطعام وقد نجا بابك لأنه كان خارج البيت أثناء تناول الطعام المسموم وقد مات نتيجة ذلك العديد من نساء بيته ومن أجل هذا كان بابك إذا أراد الطعام ذهب إلى أى بيت فى المدينة وطلب الطعام وظل على ذلك مدة
-الضرب بالخناجر وهو فى تلك المؤامرة قد نجا بسبب الهياج الشهوانى الذى إنتابه فى تلك الليلة فقد كانت تلك الليلة نصيب صاحبته رحاب وقد عرف المتأمرون هذا ولكن رحاب فى تلك الليلة كانت متعبة بعد المرة الأولى ومن ثم فقد طلبت منه أن يذهب لصاحبة أخرى حتى ينال بغيته فكان أن خرج لحجرة زهرة ولما دخل المتأمرون ضربوا من كان فى الفراش فقتلوه فكانت الضحية هى رحاب
-دحرجة الأحجار من فوق الجبل على بابك فقد عين أحد القواد بعض الجواسيس جنود فى أحد المراصد ولما زار بابك المرصد تصادف أن كانوا فى الدور العلوى للمرصد وهو فى أسفل أمام الدور الأرضى للمرصد ولكنه نجا لأنهم أخطئوا فى الرمى
لذا أمر بابك بإخراج كل من أتى للمدينة حاضرة الدولة بعد ابتداء الحروب مع العباسيين حتى يتم التأكد من إخلاصه أو خيانته كما أن بابك أمر بتعيين حراس له يحمونه بعد أن كان يتحرك بلا حراسة كما أمر بوضع حراسة على بيته فى المدينة حتى لا يدخله الأوغاد
48- قال العندانى أحد جواسيس بابك :
بلغنا أنا والجواسيس فى أرض بنى العباس أن العباسيين قد أرسلوا جيشا لمحاربتنا ولما علمنا بالطريق الذى سيسلكه قمت أنا ومن معى بالذهاب إلى إحدى المدن التى سيمر بها الجيش وانضممنا للفرقة التى يعدها والى المدينة للإنضمام للجيش وقد حرصت على أن يكون بعضنا ضمن من يعملون فى مطابخ الجيش ولما مر الجيش بالمدينة زوده الوالى بالمؤن وأمده بالفرقة التى كونها من أهل المدينة ولما اقترب الجيش من حدود دولتنا عسكر فى أحد الأودية فضربت الخيام ونصبت الأدوات فى مكانها ولذا اتفقنا على أن نضرب ضربتنا والجيش واقف على الحدود ،لقد قمنا بإحضار أكبر كمية من السموم قدرنا على جمعها وهربناها إلى داخل المطابخ وخلطناها بالطعام ثم هربنا البعض الأخر لمكان المؤن وخلطنا الأغذية المكونة من الحبوب والبقول بالسموم وبعد ذلك قمنا فى الليل بسكب صفائح النفط والزيوت على الخيام ومخازن السلاح ثم أشعلنا النار فيها وقمنا بالهرب لدولتنا وقد رأينا بأنفسنا الجنود وهم يهربون ومن أجل هذا صدرت الأوامر لجيشنا المرابط فى المنطقة المواجهة للمعسكر أن يهاجم العدو وهو فى تلك الحالة من الفوضى وقد قام جيشنا بالمهمة المكلف بها خير قيام حيث شبعوا فى الجيش العباسى تقتيلا وأسرا ولما بلغ بابك ما فعلناه بالجيش العباسى من الهزيمة الشنيعة أصدر قرارا بأن تكون غنائم المعركة حكرا على الجيش الذى حارب وعلى وحدتنا الجاسوسية وقد اختصنا بابك بعشر الغنائم قبل التوزيع لكوننا السبب الرئيسى فى هزيمة العدو وقد اقترحت على بابك فيما بعد أن يوسع من رقعة الدولة خاصة أن منطقة الحدود داخل أرض العباسيين قد خلت ممن يدافع عنها ولكنه رفض وقال لى إن إتساع الرقعة يحتم علينا زيادة الجيش وأنت ترى أن عددنا لا يتزايد بما فيه الكفاية ثم إن الرقعة كلما كانت كانت صغيرة كلما تمكنا من المحافظة عليها
49- قال حاجب الخليفة العباسى :
لما حضر قائد الجيش المهزوم لبلاط الخليفة استشاط الخليفة غضبا وقال له بما تبرر الهزيمة فقد أعطيتك كل ما طلبت ثم جئت تجر أذيال الخيبة ووضع القائد وجهه فى الأرض وقال أعطنى فرصة أخرى فقال الخليفة وهو يبتسم ابتسامة ساخرة فى الحرب الفشل سقوط لا عودة منه للقائد المهزوم إلا وهو جندى تحت إمرة من هو أقدر منه على الإنتصار ثم وقف وقال فسر لى هزيمة جيش أكبر عددا وعدة ثم يهزم من جيش أقل عددا وعدة وعند هذا قال أحد الجالسين الفرق بين جيش بابك وجيشنا هو أن جيش بابك يحارب عن حياته وأما جيشنا فهو يحارب من أجل الحصول على المال وفرق كبير بين من يحارب عن حياته وبين من يحارب من أجل المال وعند هذا قال الخليفة وهو يضحك صدقت أيها الرجل فهذا هو الرأى الصحيح
50- قالت نور إحدى صواحب بابك :
بعد الإنتصارات المتتالية لجيشنا المظفر على بنى العباس انتعشت نفس بابك وعاد لمرحه وسعادته ولذا فقد استدعى إسحاق وطلب منه بعض النخاسين فقال إسحاق وماذا ستفعل بالنخاسين ونحن فى وقت الحرب فضحك بابك وقال سوف نرفهعن أنفسنا ونزيد أعداد الرجال فى جيشنا فنحن نحتاج لذلك فقال إسحاق متعجبا ما أعجب أمرك يا بابك وبعد أسبوع أحضر النخاسون ودخل بهم على بابك فقال لهم أريد منك إحضار ما أطلب فى أسرع وقت ممكن فقال أحدهم المهم هو المال فهو الذى ينجز ما تريد بسرعة فقال بابك وهو يضحك المال ستحصلون عليه كما تحبون والآن أعطهم يا إسحاق ألف ألف درهم مقدم وسوف تحصلون على الباقى عندما تأتون إلينا بالمطلوب منكم فسأل أحدهم بابك فقال وما المطلوب ؟فقال بابك ثلاثة آلاف رجل بشرط أن يكونوا فى سن الشباب فقاطعه أحد النخاسين قائلا هذا عدد فوق إحتمالنا وقدرتنا على جلب العبيد والإماء ولكى نحضره لهنا نحتاج لستة أشهر على أقل تقدير أليس كذلك يا قوم ؟فرد النخاسون قلت حقا فقال بابك سأعطيكم ألف ألف درهم أخرى حتى تجتهدوا فى جمعهم فقال أحدهم المشكلة ليست فى المال فرد بابك فى حسم نفذوا ما أقول وإلا قتلتكم حتى ولو هربتم لأقاصى الأرض فردوا فى استكانة أمرك يا مولانا فقال بابك وأريد ألف جارية متنوعة الأجناس والألوان فقال أحدهم وهو عابس الوجه كل ما تقوله سينفذ فى أسرع وقت فقال بابك اذهبوا مع إسحاق لبيت المال وخذوا ما أمرت لكم به من المال ولكن احذروا غضبى وانتقامى وبعد مضى خمسة أشهر عاد النخاسون من أرجاء المعمورة ومعهم العبيد والجوارى فحررهم بابك واختص نفسه بعشرين جارية ما بين رومية وحبشية وهندية وصينية وفارسية وأما الرجال فقد قام بإلحاقهم بمراكز التدريب العسكرى ثم أعطى كل واحد منهم امرأة ومسكن فى القرى والمدن المختلفة فى البلاد
51- قال مانى أحد أصحاب بابك :
بعد حروبنا المتعددة مع بنى العباس ذهبت لبابك وقلت له إن المسلمين فى بلادنا يجب أن نعاقبهم فهم مثل العباسيين فهز بابك رأسه وقال إن المسلمين ليسوا مثل العباسيين أبدا بهذا الإقتراح تفتح علينا بابا من أبواب الهزيمة فقلت له اشرح لى ذلك فقال لى لو أننا طردناهم أو صادرنا أموالهم أو قتلناهم فإننا سنكسب عداوتهم ولها معنى واحد فسألته وما هو؟فأجاب هو أن يعملوا على حربنا ومقاومتنا سواء فى العلن أو فى السر ولا تنس أن وجودهم فى البلاد يعنى زيادة حصيلتنا من المال المفروض عليهم ولا تنس أيضا أننا نعتمد عليهم فى كثير من أمورنا مثل الزراعة حيث أن أكثرنا يعمل فى الجندية أو فى الجاسوسية أو فى التجارة .
52- قال كابور أحد أتباع بابك :
سألت بشار صديقى القائد العسكرى فقلت ما أصل ديننا أقصد من هو صاحب هذا الأمر الذى نقتدى به فيما نقوم به من أفعال وأقوال ؟فصمت لحظة ثم قال لقد سألت بابك نفس السؤال فزعم أن قدوتنا فيما نعمل رجل يسمى شروين وأن هذا الرجل كان نتاج علاقة بين رجل من جنس الزنج وامرأة من جنس الفرس كانت تنتمى للأسرة الحاكمة فقلت وماذا قال أيضا ؟فرد قائلا إنه أعظم الرجال فى كل العصور فهو أعظم من قادة ورسل الأديان الأخرى محمد وعيسى موسى وإبراهيم ونوح وبراهما وبوذا ثم ضحك وقلت ألمح وراء هذا الضحك سخرية مما قاله بابك فيما زعم عن شروين فابتسم وقال لا يهمنى قول بابك فسيان عندى إنه صادق أو كاذب فتساءلت ولماذا لا تهتم ألست تتبع معنا هذا الأمر ؟فقال ليس كل أتباع بابك يصدقون ما قاله وإنما البعض مكذب والبعض مصدق والسبب فى إلتفاف الكل حول بابك هو أن وجودنا معه أتاح لنا الحرية والبعد عن الذل الذى كنا نعيش فيه من قبل وكل واحد منا يتمنى أن يحيا بلا ذل حتى ولو كان يقضى كل وقته فى حروب ضد من يريدون إذلاله قلت هل تقصد أن الفرق بين بابك وغيره من الحكام هو أن بابك يكرم كل أتباعه ويساوى بينه وبينهم وأما غيره فيعتبرون أنفسهم أعظم قدرا من أتباعهم فيفرقون بينهم فيجعلون البعض سادة والبعض عبيد وخدم حتى ولو لم يكونوا أرقاء فقال صدقت فها أنا بعد تحررى من الرق على يد بابك لا أرغب فى العودة لقريتى فى الهند رغم وجود أهلى فيها والسبب أن هناك الظلم والجور والذل وأما هنا فقد حصلت على ما كنت أحلم به وزيادة مسكن وعمل مريح ونساء أتمتع معهن
53- قال صقلب أحد جنود بابك :
أرسل إلينا الحاكم العباسى المعتصم جيوشا كثيرة متتابعة وذلك من أجل القضاء علينا ولكن الذى حدث هو أننا قضينا على تلك الجيوش التى هزمت ولقد انتصرنا بفضل حسن تصرف بابك فى الأمور فقد رأيته يشترك معنا فى القتال فكان كالأسد الهائج يضرب جنود العدو فى كل إتجاه حوله وهو يلبس من الدروع ما يغطى جسمه عدا عينيه وكفيه وقد قتل أكثر من مائة نفس من الأعداء وبعد المعركة ذهبت لمجلسه فى معسكرنا وجلست فقلت له ما رأيت أشجع منك فى الحرب فضحك فقال لست كذلك فقاطعته ولكن ما رأيته اليوم يثبت ذلك فقال ما اسمك فقلت تابعك صقلب فقال إنها حسن تصرف وليست شجاعة فسألته فسر لى الأمر فرد قائلا إننى قبل نزول الميدان أتابع جند العدو فأعرف الضعيف فيهم من القوى فأنزل للميدان فأتعمد ضرب الضعفاء ضربات صاعقة يهتز لها قلب القوى ويخاف والمقاتل إذا دخل قلبه الخوف من الأخرين سهل على الأخرين قتله لأنه سيتراجع عن مواجهة الأخرين خوفا من أن يفقد حياته فقلت له صدقت يا قائدنا فيما قلت .
54-قال البربرى احد أتباع بابك:
بلغ بابك أن جيشا قد أرسله المعتصم العباسى لقتالنا يعسكر فى وادى ضيق تحيط به مجموعة من التلال لبضعة أيام لذا طلب منا بابك أن نتسلل للتلال فى صورة رعاة وتجار وأخفينا سلاحنا الممثل فى السهام والأقواس وقدور النفط وبعض الأنسجة المهلهلة فى القوافل المزعومة وبعد تسلل الكل وعددهم ألفى رجل أتانا الأمر من بابك بإرسال الدواب المريضة لمعسكر العدو حتى تصيب دوابهم بالعدوى وطلب منا ضرب العدو ليلة الثلاثاء وقد قامت هذه الضربة على أساس وقوفنا على التلال التى لم يجعل جيش العباسيين عليها حراسة ثم قيامنا بالتالى غمس الأنسجة فى قدور النفط حتى تتشبع به ثم وضعها على أطراف السهام ثم إشعال النار فى النسيج عند ضرب السهم هذا وقد تساقطت السهام على كثير من الخيام والجنود والمؤن فأحرقت منهم الكثير حتى أنها فى بعض الأماكن قد ارتفعت لعلو كبير مما جعل أهالى القرى المجاورة للتلال يرونها ،لقد فعلناها وهزمنا هذا الجيش دون أن نتكبد أى خسائر فى الأنفس وقد ساعدنا على ذلك الليل الذى يجعل حركة أى جيش صعبة بل مستحيلة وفى الصباح أرسل لنا بابك المدد مما جعلنا نطارد من بقى من جيش العباسيين بعد الحريق الكبير وقد حزن بعضنا لأنهم لم يجدوا غنائم ذات قيمة والسبب بالقطع هو الحرائق التى أتت على معظم ما مع الجيش العباسى وقد صدق قائدنا بابك حين قال حارب عدوك بوسائل لا يتوقعها أبدا حتى تهزمه
55- عن فارس القتادى قال :
قال بابك إن أعظم متع الدنيا هى وجود المرأة مع الرجل فى فراش واحد يتمتعان معا
56- عن رستم الأهوازى قال :
قال بابك تنكح المرأة لأربع سواد شعرها ونعومة جلدها ولمعان بشرتها وحلاوة مباسمها
57- عن نور قالت قال بابك :
لكل رجل مفتاح ولكل امرأة قفل وكل مفتاح يصلح لكل قفل كما أن كل قفل يصلح لكل مفتاح فلا يمتنعن رجل عن امرأة بحجة وجود عيوب فيها ولا تمتنعن امرأة عن رجل بحجة وجود عيوب فيه
58-عن فاتك قال قال بابك :
خير المتع نكاح بعد كل طعام
59- عن سندان قال قال بابك :
الناس شركاء فى المال والأرض
60- عن بشار قال قال بابك:
الرجل لكل امرأة نصيب فيه والمرأة لكل رجل نصيب فيها فالرجال والنساء شركاء فى إشباع الشهوة
61- عن حسناء قالت قال بابك :
إن الله يطلب منكم ألا يؤذى إنسان أخر إلا إذا أذاه الأخر وقالت سمعته يقول الحب هو أساس ديننا فليحب كل منا الأخر بأن يعطيه كل ما يريد منه مهما كان هذا المطلوب
62- عن رقية قالت
قام بابك ذات يوم من النوم فزعا مهموما مغموما فأعددت له الحمام كى يغتسل ثم أحضرت له الطعام فوجدته ما زال جالسا فى الفراش فقلت له ماذا حدث حتى تحزن هكذا ؟فرد رأيت رؤيا غريبة الليلة فقلت خيرا إن شاء الله قل واحكى لى عما رأيت فقال رأيت إنسان يقف فى مكان عالى ومعه أهله ثم رأيت طيورا كثيرة تحيط بهم من كل جانب وقد ظلت هذه الطيور تهاجم الإنسان وأهله فكان يردها معهم ولكن الطيور تكاثرت حتى قل الطعام عند الإنسان وأهله فكان يردها معهم ولكن الطيور تكاثرت حتى قل الطعام عند الإنسان وأهله فاضطر لمهاجمتهم حتى يفتح لهم طريقا لجلب الطعام ولكنه وقع فى أيدى الطيور ولكنهم لم يقتلوه وقالوا نرسله لسيدنا ليرى فيه رأيه فأرسلوا هذا الإنسان إلى سيدهم فأمر بتعذيبه وبعد أن عذب أمر الطيور أن تقتله وتأكله فقلت له وأنا أريد التسرية عنه هذه أضغاث أحلام ليس لها أساس من الحقيقة لكنه مع ذلك لم يزل مغموما فعريت له جسدى واقتربت من وجهه وقلت له أنا أريد وأنت تريد فهيا قبلنى ثم وضعت شفتى على شفتيه وقبلته قبلة طويلة رأيت فيها عينيه بهما حزن دفين ولكنه أدرك بسرعة أن الغم والحزن لن يفيده ولذا بادلنى القبلات والحضان وقد تحققت الرؤيا فيما بعد وكان تفسيرها هو الإنسان المحاصر كان بابك وأما أهله فهم أتباعه وأما الطيور فهم جنود الجيش العباسى وأما تكاثر الطيور فهو الإمدادات التى أتت للجيش العباسى واما إحاطة الطيور فقد رمزت لإحاطة جيوش العباسيين بالجبل من كل ناحية وأما وقوع الإنسان فى يد الطيور فهو رمز لأسر بابك وأما سيد الطيور فهو الحاكم العباسى وأما أكل الطيور للإنسان فهو رمز لإحراق العباسيين لبابك بعد تعذيبه
63-قال سيف أحد القادة فى جيش أفشين :
لما كلف الخليفة العباسى المعتصم القائد أفشين بقيادة الجيش الذاهب للقضاء على بابك وأتباعه طلب أفشين منه أن يعطيه نصف الجيش العباسى فى الجبهتين الشرقية والجنوبية كى يقضى على البابكية فوافق المعتصم ولكنه قال له ستطير رقبتك لو هزمت ومعك هذا الجيش فقال أفشين بإذن الله سآتيك ببابك هنا مقيدا ذليلا فقال المعتصم على بركة الله اذهب ولما اجتمع الجيش لأفشين فى فارس بدل الخطة التى كان يسير عليها القادة السابقين فبدلا من أن يسير بالجيش كتلة واحدة قسمه لعدة جيوش وطلب من قائد كل جيش أن يقف فى ناحية قريبة من جبل البابكية وكلفه بمنع أى إنسان مهما كانت صفته من طلوع الجبل بمفرده أو مع غيره وسواء كان معهم طعام أو سلاح أو غير ذلك كما طلب منهم قتل كل من ينزل من الجبل وقد تم ضرب الحصار على الجبل عدة شهور ولم يستطع أحد أن يخترقه مما جعل الطعام يقل وينقص عند البابكية مما اضطرهم للقيام بهجمات يائسة لفتح طريق لإدخال الطعام لمن فى مدينة الجبل ولكنها فشلت وقام أفشين بإتخاذ الإجراءات التى أعجزت جواسيس بابك عن العمل فكلف الطباخين بالبقاء ليلا ونهارا متيقظين عن طريق التناوب وأقام حراس على المطابخ والمخازن وهددهم بقطع رءوسهم لو حدثت حالة تسمم واحدة ومنها عدم إشعال النيران ليلا أبدا ومنها البعد عن الجبل مسافة لا تستطيع معها السهام ولا غيرها الوصول للخيام وفى إحدى الهجمات اليائسة قاد بابك وإسحاق الهجوم مع ما يزيد على ثلاثة آلاف رجل وطلب أفشين من تابعه فى تلك الناحية الإنسحاب للخلف لإستدراج بابك وجنده لمنطقة بعيدة عن الجبل حتى يزداد جوعهم ويقل جهدهم وينقص ما لديهم من قوة الخيل ونجحت الخطة وأحاطت الجنود ببابك وجنده فذبحوهم ذبحا ولكنهم أبقوا على بابك وإسحاق على قيد الحياة طبقا لوصية أفشين وبعد ذلك أخذهم أفشين للخليفة بنفسه
64- قال أفشين :
قبل أن أدخل على الخليفة المعتصم فى قصره بمدينة سر من رأى سمعت إسحاق يقول لبابك فعلت ما لم يفعله أحد فإصبر صبرا لم يصبره أحد فقال بابك سترى صبرى ولما أمر الخليفة بدخولنا عليه قال لا أهلا ولا سهلا بمن استحلوا الحرمات فقلت له يا خليفة المسلمين ما حكمك فى هؤلاء الملاعين فقال أحضروا السياف فلما حضر السياف قال المعتصم اربطوهم فى الأعمدة ثم قطعوا أيديهم وأرجلهم فلما ضربهم السياف لم يتوجعوا ولم يتأوه منهم أحد وأما بابك فقد مد يده لوجهه فمسحه بالدم فقال له الخليفة بعد أن أمر بكيهم بالنار لماذا فعلت ذلك وأنت كما قيل من أشجع الفرسان ؟فقال خفت أن يقال اصفر وجهه خوفا من السيف وعند ذلك أمر المعتصم بإخراجهم فلما خرجوا قال افقئوا أعينهم واجدعوا أنوفهم فقلت نعم الرأى رأيك يا مولانا فقال وبعد ذلك أحرقوهم بالنار وقد رأيت إحراقهما بالنار فلم يسمع لأحدهم صوت ولا آهة .