كشف اللثام عما فى الشرطه من اثام
4 - اياك والتشبة بشرطه الكفار فى اللباس
لقوله صلى الله علية وسلم لبعد الله بن عمرو رضى الله عنه لما راة لابسا ثوبين معصفرين :" هذه ثياب الكفار فلا تلبسها " وفى روايه له :" أامك امرتك بهذا ؟ قلت اغسلهما ؟ قال : بل احرقهما "
وفى روايه النسائى :" اذهب فاطرحهما عنك , قلت : اين ؟ قال : فى النار "
قال شيخ الاسلام رحمه الله :" وعلل النهى عن لبسها بانها من ثياب الكفار , وسواء اراد انها مما يستحلة الكفار بانهم يستمتعون بخلاقهم فى الدنيا , او مما يعتلد الكفار "
وقال الصنعانى :" والحديث دال على ان من تشبة بالفساق كان منهم او الكفار او المبتدعه , فى اى شئ مما يختصون به من مابوس ومركوب او هيئة , قالوا : فأذا تشبة بالكفار فى زى او اعتقد ان يكون بذلك مثلة كفر , فان لم يعتقد ففية خلاف بين الفقهاء , ومنهم من قال : يكفر وهو ضاهر الحديث , ومنهم من قال : لا يكفر ولكن يؤدب "
وقال العلامه احمد شاكر رحمه الله :" هذا الحديث يدل بالنص الصريح على حرمه التشبة بالكفار فى اللباس , وفى الهيئة والمظهر كالحديث الاخر :" ومن تشبة بقوم فهو منهم "
ولم يختلف اهل العلم منذ الصدر الاول فى هذا , حتى جئنا فى هذه العصور المتأخرة فنبتت فى المسلمين نابتة ذليلة ومستعبدة , وهجيرها وديدنها التشبة بالكفار فى كل شئ والاستخذاء لهم والاستعباد , ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له من يزين لهم امرهم , ويهون عليه امر التشبة بالكفار فى اللباس والهيئة , والمظهر والخلق وكل شئ حتى صرنا فى امه ليس لها من مظهر الاسلام الا مظهر الصلاة والصيام والحج .
وفى الصحيحين عن ابى عثمان الهندى قال :" كتب الينا عمر رضى الله عنه ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد , ياعتبة , انه ليس من كد ابيك ولا من كد امك , فأشبع المسلمين فى رحالهم مما تشبع منه فى رحلك , واياك والتنعم , وزى اهل الشرك , ولبوس الحرير , فأن رسول الله صلى الله علية وسلم نهى عن لبوس الحرير "
وعن حذيفة رضى الله عنه انه قال :" من تشبة بفوم فهو منه ولا يشبة الزى الزى حتى يشبة الخلق الخلق "
وقال ابن مسعود رضى الله عنه :" لا يشبة الزى الزى , حتى تشبة القلوب القلوب "
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال :" اوحى الى نبى من الانبياء ان قل لقومك : لا تدخلوا مدخل اعدائى , ولا تطعموا مطاعم اعدائى و ولا تلبسوا ملابس اعدائى , ولاتركبوا مراكب اعدائى , فتكونوا اعدائى كما هم اعدائى
وعن ابى امامه رضى الله عنه قال :" خرج رسول الله صلى الله علية وسلم على مشيخه من الانصار بيض لحاهم , فقال : يامعشر الانصار حمروا وصفروا وخالفوا اهل الكتاب , قال : فقلنا يارسول الله : ان اهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون , فقال : رسول الله : تسرولوا وائتزروا وخالفوا اهل الكتاب قال : فقلنا : يارسول الله ان اهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون , قال : فقال النبى صلى الله علية وسلم : فتخففوا وانتعلوا وخالفوا اهل الكتاب , قال : فقلنا : يارسول الله ان اهل الكتاب يقصون عثانينهم _ اى لحاهم ويفورون سبالهم _ اى شواربهم , قال : فقال النبى صلى الله علية وسلم :" قصوا سبالكم , ووفروا عثانينكم , وخالفوا اهل الكتاب "
|