عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 23-02-2009, 11:10 PM
الصورة الشخصية لـ أنوار مكة
أنوار مكة أنوار مكة غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مشاركة: 127
مستوى تقييم العضوية: 17
أنوار مكة is on a distinguished road
Awt20 كيف تجنى دون أن تؤذى...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف تجنى دون أن تؤذى...




الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ،‘
اللين في الخطاب ، البسمة الرائقة على المحيا ، الكلمة الطيبة عند اللقاء ، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء ، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيبا و تصنع طيبا ، و إذا وقعت على زهرة لا تكسرها ; لإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف .





إن من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق ، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار ، و تحييهم الأفئدة و تشيعهم الأرواح ; لإنهم محبوبون في كلامهم في أخذهم و عطائهم ، في بيعهم و شرائهم ، في لقائهم و وداعهم .


إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار ، فهم محفوفون دائما و أبدا بهالة من الناس إن حضروا فالبِشر و الأنس ، وإن غابوا فالسؤال و الدعاء .

إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه :
" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "




فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة ، و حلمهم الدافىء ، و صفحهم البريء ، يتناسون الإساءة ، ويحفظون الإحسان ، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم ، بل تذهب بعيدا هناك إلى غير رجعة .

هم في راحة ، و الناس منهم في أمن ، والمسلمون منهم في سلام ..
(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم ))

(( إن الله أمرني أن أصل من قطعني ، وان اعفو عمن ظلمني ، وان أعطي من حرمني ))

" والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس "

بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة و السكينة و الهدوء ،‘
وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات و نهر
"في مقعد صدق عند مليك مقتدر "

مــن كتاب :: لا تحزن ::
للشيخ : عائض القرني