دكتورة نيجيرية تبحث عن مخرج لـ50 مليونا.. وشركة دولية تخطط للاستيلاء على وديعة عميل
النصب على سيدة اعمال مرموقة باسم رئيس وزراء افريقي
عدنان الشبراوي (جدة)-تصوير: سعيد الشهري
احيانا تقود السذاجة الكثيرين للوقوع في فخ النصب والاحتيال, لكن كيف يقع اكاديمي او رجل اعمال بارز في فخ مثل هذا.
ولماذا يحرص الكثيرون على المغامرة بعرق السنين في ثوان معدودات?!
واذا كانت هناك قصص غريبة وحكايات عجيبة ومثيرة في ملفات النصب والاحتيال الا ان حيثيات بعضها مضحكة وحيثيات اخرى مبكية الى درجة الرثاء والشفقة.
ومؤخرا طفح البريد الالكتروني للكثيرين بحمل رسائل ظاهرها بشرى وباطنها نصب, ولضمان الوصول الى الضحايا, يصبح المطلوب مجرد معرفة رقم حساب جار في اي بنك محلي. وبعد كشف الحسابات تكشف الرسالة عن اصلها وتكشر انيابها للضحية.. ولا تحمل سوى عبارة (شكرا لقد سرقنا اموالك)..
واذا كنا لا نملك منع سيل الرسائل الالكترونية في ظل التقدم التكنولوجي.. فلماذا يقع الضحايا في هذا الفخ?..
لم يكن غريبا ان يسلم مدمن مخدرات اموال اسرته لاشخاص اوهموه على مضاعفتها.
فما ان اخطروه بإمكانياتهم بعدما عرفوا عن اسرته الغنى حتى بادر بسلب جميع المجوهرات من منزله والتي تقدر بنحو مليونين ونصف المليون ريال, ولأنه (مدمن) سلم عقله للادمان.. ولم يلق بالا وهو يسلم ممتلكات ومدخرات اسرته لهؤلاء الاشخاص.
وطلبوا منه مهلة 24 ساعة حتى (تفقس) الملايين.. لكن الايام طالت ورأس المدمن دارت.. وساحة الانتظار لم تنته حتى الآن.
ورغم يقين الكثير من عامة المواطنين بوجود (عصابات) همها النصب والاحتيال خاصة في ظل توالي تحذيرات الجهات المسؤولة.. الا ان سيدة الاعمال التي تحمل درجة الدكتوراه.. قادتها (السذاجة) الى وقوعها ضحية من نوع آخر.
ففي يوم ما وكعادتها في استطلاع بريدها الالكتروني المليء بالرسائل من شتى البقاع, جاءها اليوم الموعود او الرسالة العاجلة.
تفحصتها فوجدتها من شخص وصف نفسه بأنه رئيس وزراء دولة افريقية سابقا, ولانه يثق فيها فإنه يعرض عليها صفقة يتقاسم معها الارباح التي تقدر بالملايين.
اخذها الفضول الى قراءة السطور بسرعة متناهية فوجدت ان المدعو يطلب منها الموافقة على ارسال رقم حسابها في البنوك السعودية, لأن لديه كمية من الدولارات في اوروبا وينوي تجنيب نفسه الشبهة على ان تحصل الدكتورة على عمولة مقدارها 25% لكن الامر يحتاج الى مصاريف ضرورية لا تتعدى 150 ألف ريال فيما الدولارات بالملايين.
وافقت الدكتورة على الفور وارسلت له رقم حسابها والمبالغ المحددة للمصاريف المذكورة.وانتظرت يوما وشهرا وعاما.. ولا زالت قيد الانتظار.
اما رجال الاعمال فوقعوا ايضا في فخ الرسائل الالكترونية المشبوهة.
وتلقى الكثير منهم سيلا من الرسائل ابرزها رسالة موقعة من دكتورة نيجيرية حسب قولها تدعي امتلاكها ارثاً من زوجها كان يعمل عسكريا برتبة فريق في منصب نائب الرئيس العسكري, ويصل المبلغ الى 50 مليون دولار, وترغب في اخراجها خارج افريقيا, وكل ما تطلبه رقم حساب..
اما الرسالة الاخرى فحملت توقيع مدير اقليمي لشركة كبرى وتشير الى ان احد العملاء لديها اودع مبلغا قيمته 8 ملايين دولار لكنه توفي في رحلة جوية تحطمت قبل فترة طويلة ولم يتقدم احد من اقاربه للمطالبة بالمبلغ ويمكن التعاون من خلال الادعاء بأنك احد اقارب المتوفى للحصول على الثروة, ثم اقتسامها والمطلوب فقط رقم الحساب مبدئيا..
وبالطبع يتم سحب كل الارصدة من البنوك من خلال شبكة مافيا متخصصة في سرقة الحسابات البنكية.
ولأن النصب لم يتوقف.. والاحتيال مستمر فإن الضحايا يمكن ان يتوقف نزيفهم متى ما كان هناك وعي.. وتدبر قبل السقوط والبكاء على الاطلال.
منقول عكاظ
|