[د \ رائف بدوي]

في الحقيقة لا أعلم من أين ابدأ , فموضوع الضمان الاجتماعي بالسعودية موضوع شائك وحساس فهناك فئة المستفيدين لسان حال الغالبية منهم يقول , الله يعز الدولة والدولة ما قصرت وبعضهم مستعد أن ينظم خطبةً عصماء من المديح والثناء , وهؤلاء ينقسمون لقسمين , الأول مقتنع بأن ما يصرف له من فتات ذلك الضمان هو صدقة يشكر عليها وزير الشئون الاجتماعية لغاية أصغر موظف في وزارته , والثاني غير مقتنع برأي القسم الأول ولكنهم يرون بأنها أفضل من لاشيء وأفضل من العدم .

وأما الفئة الأخرى الغير مشمولين بالصدقة الاجتماعية أقصد ( الضمان الاجتماعي )
فلسان حالهم السخط , وهؤلاء أيضاً ينقسمون لقسمين , الأول ممتعض لعدم قبولهم في ( الضمان الاجتماعي ) ويرون بأنهم مستحقون لها , والثاني غير مقتنع في الأصل في قيمة ذلك الضمان .

سألت أحد المستفيدات من ذلك الضمان عن قيمة الضمان الإجمالية وعن آلية التقديم لذلك , فأجابت بأن قيمة الضمان الكلية 9400 ريال , وأنا بصفتي مطلقة سعودية تقدمت لإدارة للضمان الاجتماعي بمدينة جدة وأعطوني خطاباً موجهاً منهم لإدارة الأحوال المدنية لاستخراج شريحة من الحاسب الآلي ( برنت ) يثبت بأنني مطلقة , وبعد ذلك توجهت بالبرنت مرة أخرى لإدارة الضمان الاجتماعي حيث تم استلام معاملتي من خلال موظف يطل من خلال شباك لا يكاد إلا أن يسع لمرور الأوراق , المهم قال لي ذلك الموظف راجعينا يا أختي بعد شهر من الآن ففرحت وبادرته سائلة
هل بعد شهر آتي لاستلام المخصص لي من ذلك الضمان , فأجابني ساخراً ما رأيك في أن نصرف لحضرتك المبلغ الآن والله حالة شحاذين ويتشرطوا , أقول يا أختي تعالي بعد شهر نشوف اسمك تمت الموافقة عليه أم لا وبعدها تستلمي أول مبلغ بعد ثلاثة أشهر من الموافقة .

يا سبحان الله المبلغ لو قسمناه على أثني عشر شهراً لصار الناتج مبلغ ( سبعمائة وأربعة وثمانون ريال فقط لا غير ) في الشهر , فهذا المبلغ الكبير لا يكفي حتى لسداد فاتورة كهرباء في الشهر , ولو قارنا بحجم المعاناة التي يتكبدها المتقدم وطول مدة الانتظار التي تتجاوز الأربعة أشهر نجد بأن الدولة بالفعل ما قصرت ويجب أن تشكر على كل هذه الجهود الجبارة التي تبذلها ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية لراحة وخدمة المستفيدين من هذه الصدقة الجارية ( الضمان الاجتماعي ) .