عرض مشاركة مفردة
 
  #5  
قديم 23-06-2005, 05:46 AM
الويب العربي الويب العربي غير متصل
عضوية خاصة بإدارة الويب العربي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2004
مشاركة: 211
مستوى تقييم العضوية: 20
الويب العربي is on a distinguished road
الافتراضي

( الجزأ الثاني )

الخطوة الأولى للبرامج الحرة في الشركات العربية
كتبت سابقاً عن شركات البرمجة العربية وطرح برامجها كبرامج حرة وقد وعدت أن أكتب بعد بضعة أيام حول كيفية مخاطبة الشركات، لكن يبدو أن الأيام أصبحت أشهر، على أي حال أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.

ما هي المشكلة؟
يمكن اختصار المشكلة في أن شركات البرمجة العربية كما يبدو لي لم تستغل البرامج الحرة كما يجب أن تستغل ويستفاد منها، وهي كذلك تعاني من مشاكل عديدة أخرى، مثل القرصنة التي تتسبب في خسارة الشركات للكثير من الأموال والجهود، كذلك تعاني من عدم الإتقان وأعني بذلك الشركات الصغيرة التي تنتج برامج فقيرة المستوى والمحتوى، طبعاً لا يمكن تعميم هذه الصورة السلبية على كل الشركات العربية، لكنها الصورة العامة كما أراها.


هل البرامج الحرة هي الحل؟
لا، البرامج الحرة ليست الحل الوحيد والأخير، بل هي جزء من الحل، وفي اعتقادي أن البرامج الحرة تستطيع أن تعطي دفعة جديدة لشركات البرمجة، فبدلاً من إنشاء برامج من الصفر يمكن لأي شركة أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، ويمكنها أن تستفيد من خبرات مجتمع البرامج الحرة فتطور أداءها وترفع جودة برامجها وخدماتها.

كيف يمكن للشركات العربية أن تستفيد من البرامج الحرة؟
لنتذكر أولاً أن البرامج الحرة تعني مجتمع كامل وليس فقط برامج، مجتمع يضم العديد من المتخصصين في شتى المجالات وليس كما يظن البعض أن مجتمع البرامج الحرة مكون فقط من المبرمجين، هذا المجتمع ينتج برامج ومقالات ودراسات وكتب وهو مجتمع نشيط يتفاعل مع المجتمعات ويحاول أن يطورها عن طريق أنشطة تطوعية متنوعة.

يمكن لشركات البرمجة أن تستفيد من خبرات هذا المجتمع بعدة طرق، فمثلاً يمكنها أن تقدم البرامج الحرة مع الدعم الفني، فيمكن مثلاً أن تقوم بإنشاء إصدارة من لينكس عربية وتعرضها مجاناً لمن أراد أن يستخدمها، وتقدم للشركات دعماً مقابل مبلغ يتفق عليه، ويمكنها أن تبيع إصدارة لينكس هذه مع الدعم، ويمكنها أن تقوم بإنشاء عدة إصدارات من لينكس، فواحدة للأفراد وأخرى للشركات الصغيرة وثالثة للشركات الكبيرة، ورابعة للمؤسسات التعليمية وهكذا كل إصدار لها ما يميزها من برامج وخدمات.

وتستطيع الشركات إنشاء برامج تعمل لنظام لينكس أو لأي نظام آخر تكون بديلة لبرامج تجارية معروفة، فمثلاً تحتاج الشركات لمزود بريد إلكتروني، وهناك مزودات تجارية معروفة لكنها غالية، يمكن هنا للشركة أن تستغل هذا الأمر وتطور برنامجاً أقل سعراً وتبيعه مع عقد خدمات.

بشكل عام البرامج الحرة توفر نقطة انطلاق لإنشاء برامج وخدمات مربحة، لماذا تبدأ أي شركة في برمجة منتج ما من الصفر؟ تستطيع أن تستغل البرامج الحرة وآلاف المكونات لكي تقوم بإنشاء أي منتج، وبهذا الأسلوب توفر الوقت والجهد والمال على نفسها، وهناك قصص عديدة لشركات فعلت ذلك، فبدلاً من قضاء سنة أو سنتين لتطوير برنامج تقوم بتطويره في بضعة أشهر.

هذه بعض الأمثلة، ويمكن لأي شخص أو شركة الاستفادة من البرامج الحرة وبعدة طرق، المهم أن تفكر الشركة جيداً وتبدع ولا تنغلق على نفسها، والأمثلة السابقة تدور فقط حول إنشاء المنتجات، ولم أتكلم عن الفوائد الأخرى، فمجتمع البرامج الحرة هو مجتمع متحرك حي، والتواصل مع أفراده وجماعاته أمر ضروري، وستزداد خبرة الشركة باتصالها مع هذا المجتمع، فمثلاً يمكن للأفراد أن يساهموا في تطوير منتجات الشركة وكشف أخطاءها وسد ثغراتها، ويمكن للمبرمجين أن يرفعوا مستواهم من خلال الاحتكاك مع الآخرين وتبادل الخبرات معهم.