عرض مشاركة مفردة
 
  #1  
قديم 23-06-2006, 10:09 PM
مركز ماج للدراسات مركز ماج للدراسات غير متصل
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
مشاركة: 7
مستوى تقييم العضوية: 0
مركز ماج للدراسات is on a distinguished road
Awt4 واقع الاحزاب السياسية العاجزة امام الانظمة والشعوب


واقع الاحزاب السياسية العاجزة امام الانظمة والشعوب



بقلم الناشط السياسي الدكتور محمد جميعان

لن آت بجديد حين أقول ان أحزابنا السياسية في الوطن العربي والدول النامية ينطبق عليها (ما اكثر الأحزاب حين تعدها ولكنها في النائبات قليل وفي رأي آخر عديم ) ويضاف اكثر بأنها بلا تأثير وفي اتجاهين؛ فهي غير مؤثرة في الشعوب نفسها التي يفترض إنها حاضنة لهم وتمدهم بالقوة ،ولا وزن لها لدى الأنظمة التي تكبحها أحيانا دون ان تحسب لها حساب وتفسح لها المجال أحيانا أخرى ليس هيبة منها او تقديرا لها بل ارضاء للديمقراطية التي تنادي بها امريكا وليس التي تطمح لها الشعوب..
وحتى تكتمل الصورة لا بد من الإشارة الى الاستثناء عن هذه القاعدة الذي يتمثل في بعض الوزن للحركات الإسلامية ذات الأصول(الاخوانية) وان اختلفت التسميات، هذا الوزن يتمثل حصرا (دون وزن لدى الأنظمة ودون تأثير في الشعوب)في صناديق الانتخاب حين يفسح لها ذالك الذي مردة في الغالب الى ثلاثة أسباب مرتبطة أولها البعد العقائدي الذي يختزن في باطن هذه الشعوب، والثاني حالة الارتداد العنادي لدى الشعوب ناجم من ظلم أنظمتها وقصورها ..وقد وجدوا في الحركات الإسلامية اكثر صلابة واشد عودا وأكثر تنظيما في مواجهة هذه الأنظمة،أما الثالث تاريخي يرتبط بالتجربة المرة التي لا ترغب الشعوب تكرارها حين وصلت بعض هذه الأحزاب الى الحكم ومارست التسلط والدكتاتورية والفردية وبقي الإسلاميون الذين تريد الشعوب تجربتهم فأن فشلوا ومارسوا حكم من قبلهم فإنهم يصبحون بلا تأثير كغيرهم من الأحزاب.
ان عمق ما اختزن في الذاكرة الشعبية في هذا المجال يجعلها ترفض تكرار التجربة او سياقها رغم محاولات البعض من هذه الأحزاب إعادة صياغة نظرياتها وتبديل مناهجها وتحديث أساليبها تحت مسميات جديدة ولكن الأساس والمضمون لم يتغير وما يريده الناس لم يطرح؛ فما زالوا يتحدثون عن طموحاتهم في السلطة وما زالوا ينظرون ثقافة ويتعمقون فكرا ويتحدثون فلسفة وما زال الناس يبتعدون عنهم اكثر وأكثر.
ليس العيب في الفكر والثقافة والفلسفة ولكن العصر وتبدله وطبيعة الاحوال وتغيرها قد حسم الموقف وأصبح الحديث في الحرية والديمقراطية وصناديق الانتخاب، وأصبح الناس مع هذا التغير يبحثون عما يحمل همومهم خبزا وعزة وكرامة ويخدمهم بشرف وصدق وجرأة ورجولة ويخاطبهم بما يعرفون ويدركون دون تكبر عليهم او ترفع عنهم في فكر وثقافة او جاه او سلطة
لذلك جاء قرار الشعوب وردة فعلها عفوية مؤثرة في حركات ألتم شملها وجمع أمرها على فكرة بسيطة وشعار ابسط يقترن بهدف عظيم وفعل أعظم دون كثير من التنظير.. كحركة(كفاية) المصرية التي جمعت الآلاف في مدة قصيرة ودون ان يكون لها بعد تاريخي او فلسفي او...وهكذا فأن الشعوب تريد من يخدمها وليس من يمتطيها للوصول،تريد من يخلص لها وليس من يناور عليها،تريد من يحزم أمره وليس من يقدم رجلا ويؤخر أخرى،يجمع الصدق والجراءة والتضحية بما يريده الناس ويلبي متطلباتهم بعزة وكبرياء دون إفراط او تفريط.
ولأنني اعرف بعض هذه الأحزاب وبعض القائمين عليها فأن ممارستي للنقد والنقد الذاتي في حديثي هذا لا ينتقص من صدقهم وتضحيتهم وتاريخهم بقدر ما يحفزهم نحو الاقتراب اكثر من الشعب وهمومه ومعاناته ليس شكلا وأسلوب فقط بل أساس ومضمون ليصبح لهم حضنا وقوة ويشكل معهم مقاما وتأثيرا في الأنظمة والاصلاح والتغيير...
drmjumian@hotmail.com
www.maktoobblog.com/majcenter