الويب العربي - >><< I Google >><<

أصبح هناك فعل جديد في الإنجليزية يدعى جوجل، وقد أضاف كل من قاموس وبستر وقاموس أكسفورد الشهيرين الكلمة إلى طبعاتهما الجديدة. يُعني الفعل جوجل وفقا للقاموس: استخدام محرك البحث جوجل للبحث عن معلومة على الإنترنت.

لا يوجد أحد يستعمل الإنترنت ولا يعرف جوجل محرك البحث الأشهر، وملاذ الباحثين عن المعلومات أيا كان نوعها. إلا أن جوجل لم يعد يكتفي بخدماته كمحرك بحث، وإنما توغل وتغلغل إلى عشرات المجالات الأخرى التي تفوق فيها جميعا. لقد غير جوجل من شكل الحياة على الإنترنت.

أخذت كلمة جوجل Google من الرقم googol الذي يساوي واحدا وأمامه مائة صفر! إنه رقم هائل فعلا لكنه يعبر بقوة عما تفعله الشركة من جمع وأرشفة لكميات هائلة من المعلومات.
تقدم الشركة خدماتها من خلال ما يسمى بمزارع الخوادم، وهي عبارة عن مجموعة هائلة من الأجهزة منخفضة التكلفة المتصلة ببعضها، والتي تعمل في بيئة لينكس. لا تقدم الشركة معلومات مفصلة عن الهاردوير الخاص بها، إلا أنه تم تقدير عدد الخوادم التي تتكون منها شبكة جوجل بـ 450 ألف جهاز موزعين حول العالم!

تستحوذ جوجل على مجال البحث على الإنترنت، حيث تتم 54% من عمليات البحث على الشبكة باستخدام محرك جوجل، يليه في الأهمية محرك ياهو بنسبة 23%، ثم محرك msn الخاص بمايكروسوفت بنسبة 13%. يصل إلى محرك جوجل في اليوم الواحد ما يزيد عن مليار طلب بحث.

التاريخ

تم إنشاء مشروع جوجل للبحث في يناير 1996 بواسطة كل من لاري بيج وسيرجي برين، وقد كانا في ذلك الوقت طالبين في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا. كان لدى لاري وسيرجي فرضية بأن محركاً للبحث يعتمد على تحليل العلاقات بين المواقع سينتج نتائج أفضل من النتائج التي تظهر من التقنيات المستخدمة في ذلك الوقت، والتي كانت تعتمد على عدد مرات ظهور الكلمة في الصفحة. افترض الباحثان أن الصفحات التي يوجد لها أكبر عدد من الوصلات في المواقع الأخرى هي الأكثر أهمية.
كان الاسم الأوّلي للموقع هو باكراب BackRub.

بدأ الموقع كجزء من موقع جامعة ستانفورد، وكان يحمل العنوان google.stanford.edu. وفي 14 سبتمبر 1997 تم تسجيل النطاق google.com. وفي 7 سبتمبر 1998 تم تأسيس الشركة باسم Google inc، وقد كان مقر الشركة عبارة عن جراج لأحد أصدقاء الباحثَيْن!

في مارس 1999 انتقلت الشركة إلى مقر جديد في بالو ألتو، ثم انتقلوا إلى مكانين آخرين قبل أن يستقروا في مكانهم الحالي في تلك المجموعة المعقدة من المباني في ماونتين فيو.

جذب موقع جوجل الوليد رواد الإنترنت الأوائل. كان التصميم بسيطا جدا، ومازال هو التصميم الحالي للموقع، مجرد صورة باسم الموقع ومستطيل البحث وعدد قليل جدا من اللينكات، ولهذا كان تحميل صفحة الموقع سريعا جدا، وقد كان لهذا الأمر أهمية كبرى في عصر أجهزة الموديم التي تعمل بسرعة 33.6 كيلوبت/ ثانية.

عام 2000 بدأت جوجل في بيع إعلانات مرتبطة بنتائج البحث. وقد حافظ هذا الأمر على شكل الصفحة الخالي من الإعلانات وسريع التحميل، بعكس صفحة ياهو المزعجة كثيرة بالإعلانات. كان جوجل يحصِّل خمسة سنتات مقابل النقرة الواحدة على نتيجة البحث المرتبطة بالموقع المعلن.

النمو

مع نمو جوجل السريع بدأت المنافسة الشرسة مع الشركات الكبيرة الأخرى، مثل تنافسها مع مايكروسوفت. فالشركتان تقدمان محركا للبحث على الإنترنت، وبريدا إلكترونيا مجانيا (الجيميل ضد الهوتميل)، وتقنيات للبحث في محتويات جهاز الكمبيوتر، وخدمة للخرائط.

واستمرارا في النمو دخلت جوجل أيضا إلى مجال إعلانات الراديو بشرائها شركة إعلانات الراديو المسماة dMarc، وقيامها بتقديم عدد هائل من الخدمات الجديدة التي سنتعرف على بعضها بعد قليل.

مشاكل.. مشاكل

ونتيجة للتوسع الهائل الذي قامت به الشركة في الفترة الأخيرة، فقد وجدت نفسها هدفا للمشاكل والدعاوى القضائية، مثل المشاكل التي جلبتها خدمة جوجل للبحث في الكتب والمسماة Google Book Search، والتي تهدف إلى تحويل ملايين من الكتب الورقية إلى الصورة الإلكترونية، وإتاحتها لإمكانيات البحث الإلكتروني على موقع جوجل.

أدت هذه الخدمة إلى مشاكل كثيرة مع أصحاب حقوق الملكية الفكرية، وقد اتفقت جوجل مع حكومات فرنسا وألمانيا والصين أخيرا على فلترة نتائج البحث وفقا للمكان الجغرافي واتباع القوانين المحلية وقوانين الرقابة في الأماكن التي تأتي منها طلبات البحث.

هناك مشاكل أخرى تسببت فيها ملفات الكوكيز التي تضعها جوجل في أجهزة مستخدمي خدماتها، والتي تجمع معلومات عن أمزجة المستخدمين والأشياء التي يفضلونها أكثر من غيرها، تلك المعلومات التي تستخدمها الشركة في تخصيص نتائج البحث بعد ذلك. اعترض الكثيرون على هذا السلوك على أساس أنه يخرق حقوق الخصوصية للمستخدم.

خدمة جوجل إيرث أيضا التي توفر منظرا علويا لتفاصيل كل سطح كوكب الأرض أدت إلى اعتراض الكثير من حكومات الدول بدعوى اختراق جوجل لأمن هذه البلاد.

أطنان من الخدمات

المجال الأساسي لعمل جوجل هو البحث على الإنترنت، والذي تطور ليتضمن تقنيات للبحث عن الصور، والمنتجات، وملفات الفيديو، والدراسات الأكاديمية، والأخبار، والكتب وغيرها. توسعت الشركة كثيرا في خدماتها لتشمل أيضا خدمة مجموعات جوجل، وخدمة جوجل إيرث لمشاهدة الأرض من القمر الصناعي والتي توسعت مؤخرا لتضم خدمتين مماثلتين للقمر والمريخ! ثم برنامج بيكاسا لأرشفة الصور وتعديلها وتحميلها على الإنترنت، وخدمة تحميل ملفات الفيديو على الإنترنت، وخدمة الخرائط، وبرنامج "جوجل سكيتش أب" المجاني للتصميم ثلاثي الأبعاد.

عام 2004 أطلق جوجل خدمة البريد المجانية "جيميل". تتضمن الخدمة الجديدة إمكانية البحث داخل الرسائل البريدية المخزنة على خادم البريد، وتقنية متقدمة لمنع البريد الدعائي. أما الصدمة الهائلة التي قدمها جوجل للشركات التي تقدم البريد المجاني مثل هوتميل التي كانت تقدم 2 ميجا من المساحة، وياهو التي كانت تقدم أكثر قليلا من هذا، فهي أن الجيميل يقدم مساحة تخزينية تصل إلى جيجابايت! مما دعا الشركات الأخرى إلى زيادة المساحة التي تقدمها، لكن جوجل تجاوزتهم بمضاعفة مساحة التخزين إلى 2 جيجابايت، ثم جعلت المساحة التخزينية لصندوق البريد تزيد كل ثانية! وقد وصلت مؤخرا إلى حوالي 2.8 جيجابايت ومازالت في ازدياد!

هناك أيضا خدمة إرسال أسئلة بحث واستلام النتائج عن طريق الرسائل القصيرة في الهواتف المحمولة، إلا أن هذه الخدمة لا تعمل سوى في الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكندا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا.

دخلت جوجل أيضا إلى مجال برامج الرسائل الفورية مع برنامجها Google Talk، الذي قدم جودة جيدة جدا في الاتصال الصوتي. كما قدمت Google Desktop للبحث في محتويات جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم باستخدام نفس تقنيات جوجل للبحث على الإنترنت. وهناك أيضا خدمةBlogger لاستضافة المدونات، والتي تتمتع بشعبية كبيرة.

وفي 2006 أضافت جوجل العديد من الخدمات الأخرى:
• Google Page Creator لتصميم صفحات الإنترنت وتحميلها فورا واستضافتها على الإنترنت.

• Google Calender الذي قدم مفكرة متميزة يمكن الوصول إليها من أي مكان في العالم.

• Google Spreadsheets وهو برنامج شبيه بإكسيل ولكنه يعمل على الإنترنت.

• Google Reader وهو قارئ لمعطيات RSS.

• Google Docs وهو برنامج للكتابة وتنسيق الكلمات ومشاركتها على الإنترنت.

بالإضافة إلى خدمات كثيرة أخرى يصعب حصرها. كلها مجانية وكلها متميزة.

جوجل بليكس

يطلق هذا الاسم على مجموعة المباني التي يتكون منها مقر الشركة، والاسم يعني رقم واحد وأمامه جوجل من الأصفار (عرفنا من قبل ماذا يساوي رقم الجوجل). جوجل بليكس هو مكان ممتع جدا ويوفر بيئة عمل فريدة جدا من نوعها، بالديكورات الجميلة المرحة التي تملأ المكان. هناك أدوات لممارسة الرياضة في الممرات وفي كل مكان. هناك مركز استجمام من حق كل الموظفين استخدامه. هناك بينج بونج وغرفة ماساج وألعاب فيديو.

هناك حلوى ولبان وزبادي وفواكه ومشروبات وعصائر بكل أنواعها في كل وقت وكل مكان، ومجاناً.. ليس ذلك فحسب، بل إن الشركة العملاقة "جوجل" -باعتراف موظفيها- هي ثاني أفضل أمنية يمكن أن يتمناها الشخص للعمل بشركة ما، بعد رغبته -بالطبع- في أن لايعمل على الإطلاق!! وكيف لا، وهناك أيضاً صالوناً للحلاقة ومكاناً مخصصاً لرعاية كلبك المُدلل، بدلاً من تركه وحيداً بالمنزل، وغيرها من أدوات الترف والراحة!!

جوجل وكذبة أبريل!

لدى شركة جوجل عادة هي إطلاق كذبة ما في كل أبريل! مثلا، في إحدى السنوات أعلنوا عن مشروع للبحث على الإنترنت بالقوة العقلية! عام 2002 أعلنوا أن الحمام هو السر وراء تنامي محرك البحث الخاص بهم، وفي 2004 أعلنوا عن مشروع Google Lunar الذي يوفر وظائف على القمر! وربما لهذا السبب ظن الكثيرون أن خدمة الجيميل ليست سوى كذبة لأن الإعلان عنها جاء بالقرب من موعد كذبة أبريل.

يمكن ملاحظة جو المرح الذي تعيش فيه جوجل، فحتى اللغة المستخدمة في شرح خدمات الموقع "لذيذة" ومرحة. وفي جوجل يتم تشجيع المهندسين على قضاء عشرين بالمائة من وقت العمل في عمل أشياء يحبونها بعيدا عن المشاريع المطلوبة منهم، ويقول مديرو جوجل إن خمسين بالمائة من أفكار مشاريع جوجل الجديدة (ومنها الجيميل) أتت من العشرين بالمائة هذه.

www.google.com

نقلا عن الأخ العزيز تيت في معهد ترايدنت