أخي
المسلم :
اعلم – وفقني الله وإياك ما يحب ويرضى – بأن باب التوبة مفتوح لجميع
العاصين مهما بلغت ذنوبهم ، فرحمة الله عزّ وجلّ قد وسعت كلّ شيء ، وهي
أقرب ما تكون إلى التائبين النادمين المنكسرين ، فلا يمنعك من التوبة كثرة
ذنوبك وعظم خطاياك ، قال تعالى :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
( الزمر : 53) .
أخي التائب :
اعلم بأنّ طريق التوبة محفوف ببعض العقبات والمخاطر ، وذلك ليتبيّن الصادق
من الكاذب ، كما قال تعالى :
(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا
يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
))
( العنكبوت : 2-3 ) .
فلا بدّ من الاختبار والامتحان ، ولا بدّ من توطين النفس على الصبر
وتحمّل المكاره في كلّ زمان ومكان ، وإلا فما أكثر التائبين ، وأقلّ
الثابتين الصادقين، وإنّما الأعمال بالخواتيم ، ثبتنا الله وإيّاك على
الحقّ المبين .
أخي القارئ الكريم : كم يسعدني أن تحمل قلمك بعد قراءة هذا الكتاب ،
وتجرّده من غمده ، ثمّ تسطّر به رسالة من قلبك إليّ ، تضمنّها نقداً
هادفاً ، أو إحساساً مرهفاً ، أو مشكلة نتعاون معاً على حلّها ، وستجدني إن
شاء الله أخاً مخلصاً ، وناصحاً أميناً ..
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يروونها بأنفسهم
تأليف
محمد بن عبد العزيز المسند
|